غير معرفة 40

سلمى
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
سلمى الطوبجي 
أووه .. يالها من أردية فاخرة.. فستان حريري منفوش متعدد الطبقات تتحرك به الراقصة وتدور وتدور وكأنها تطير ..وتشتعل
يرافقها حبيبها في بدلة من قطيفة فاخرة مطرزة بخيوط من ذهب.. خطواته رشيقة و عضلاته مفتولة تمامًا كما تتمنى في حبيبها .. يرفعها وكأن لا وزن لجسدها
فقاعة صابون قلبها .. ممتلئ بانبهار بانعكاسات الألوان والحركات ولكنه سرعان ما ينفثئ .. غصته تذكرها بحبيبها البعيد الجالس بالكرسي المجاور لها .. بعيدٌ قلبه عنها بعد ستار النهاية .. تتمنى أن ينبهر بها كانبهاره بالرقص والأحداث .. ولكن أين هي من رشاقة الراقصة وخفتها ومن ليونة مخمل فستانها .. تصلبت يدها وتشققت من صابون المواعين الرديء وعمل البيت الشاق.. حياتها أبعد ما تكون عن روعة هذا العرض
ياله من كم عظيم من الجمال اجتمع تحت سقف واحد .. لم تفهم كل المشاهد ولكن قلبها يقرأ ملامح الراقصة الحزينة فتحزن وتتلهف مثلها على الحبيب البعيد.. يبتعد البطل هنا رغمًا عنه وبصنيع الحاقدين، إنما حبيبها يبعده عنها توفير إيجار هذا الشهر وماتش الكورة هذا المساء
تراه معجب بأردية الفتيات وخفة حركتهن ،أم برشاقة أجسامهن غير الطبيعية؟ مؤكدٌ أنهن لم يذقن المحشى يومًا ولم يطلب منهن أزواجهن خدمة أمهاتهم إلى جانب واجبات البيت..
هل تحبه حقًا؟ أم تحب النسخة التي تمنتها فيه؟ وإنقاذه لها من قسوة منزل أهلها كما ينقذ بطل العرض حبيبته من مغارة الأشرار.. حارب من أجلها يوميًا وليس بضع دقائق كما في المشهد الأخير.. ولكن لم لا يمسك يدها برفق وينظر لها نظرات العشق تلك؟ .. “الحلو مايكملش” كما يقولون
هل هي الوحيدة التي تراه حلوًا؟ تريد أن تعيش في سلام .. وماذا لو رأت القبح فيه؟ قاسٍ هو.. يضربها أحيانا .. ولكنه حين يرضى يصالحها ويعتذر بل و يعزمها على حفلة فنية كتلك حتى ولو كانت بهدف استمتاعه برؤية أجساد الراقصات ثم معايرتها فيما بعد بعدم اهتمامها بجسمها مثلهن رغم رفضه توفير أي نقود لها لمجاراة صناعة الجمال..
قتلها حبيبها .. نهاية غير متوقعة.. تمامًا كما لم تتوقع قسوة حياتها .. منمقةٌ من الخارج تمامًا كملابس ذلك العرض الجميل.. ولكنها على عكس هذا العرض تنتهى بلا تصفيق!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنانة وكاتبة مصرية 

مقالات من نفس القسم