غواية

محمد العربي كرانة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد العربي كرانة

أفرغت ما بقي من قهوتي السوداء في جوفي، عند سماع مذيع المحطة معلنا أن الحافلة المتجهة نحو الشمال ستنطلق بعد خمس دقائق. نفحت النادل ثمنها، وحملت حقيبتي واتجهت صوب موقف الحافلات. رحلة طويلة تنتظرني ستستغرق الليل كله. طول الرحلة لا يزعجني فقد اعتدت عليه، ما يثير توجسي هو من سيجلس بجوار مقعدي. عانيت في رحلات سابقة من مواقف جعلت رحلتي قطعة من عذاب، فمرة قضيت الليل على إيقاع شخير مجاوري، كلما أيقظته اعتذر، وإذا غلبه النوم عاد إلى شخيره بحدة أكبر. ومرة نالت ثيابي الجزء الأكبر من قيء فتاة صغيرة كانت جالسة بجواري أصابها دوار.

      ترى كيف سيكون حظي الليلة؟ صعدت إلى الحافلة، أغلب الركاب في مقاعدهم، تقدمت بين الصفوف باحثا عن رقم مقعدي، وجدت سيدة تشغله. أخبرتها بأنها تجلس في المقعد الخطأ. نظرت إلي باستغراب مؤكدة بأن المقعد مقعدها، أريتها تذكرتي، تأكدت من خطئها ثم ابتسمت معتذرة ورجتني أن أجلس في المقعد الآخر لأنها تحب أن تكون بجوار النافذة. قبلت وأنا أمني النفس برحلة دون مشاكل.

      وضعت حقيبتي على حامل الأمتعة المثبت على جنبات الحافلة، وانحشرت في مقعدي، شعرت به ضيقا، فقد أزالت السيدة المسند الفاصل لجلسة مريحة قضمت من جرائها بعضا من مساحة مقعدي. لم أهتم بالأمر، المهم أن أنعم بنوم مريح، وأن تسلم ثيابي من أي طارئ مفاجئ.

تأكد مساعد السائق من عدد الركاب، ثم انطلقت الحافلة. أضواء زرقاء خافتة ترصع سقف الحافلة وتخفت ظلمتها. وعلى جنباتها تسيل أضواء المدينة وبناياتها. استوت جارتي في جلستها، وحررت ما كانت تحتله من مقعدي، فتحت حقيبة يدها وأخرجت قارورة عطر صغيرة وضعت قليلا منه تحت أنفها. زكمت خياشيمي رائحة عطر خفيف ينم عن ذوق رفيع. سألتني بصوت هامس إن كان عطرها يزعجني، أجبتها  بالنفي. أكدت لي بأنها تحتمي من الدوار بالعطر. علاقة المرأة بالعطر أبدية منذ أن اكتشفت مفعوله السحري على محيطها. لا وجود للمرأة بدون عطر، ولا قيمة له بدونها.

الحافلة تطوي المسافات طيا، أغالب نوما داعب أجفاني، أرجأته لفترة أخرى فالرحلة ما زالت طويلة.

يبدو أن جليستي قد غفت، استنتجت ذلك من تنفسها المنتظم ومن استرخاء جسدها الذي عاود غزو مقعدي.

لم أتأفف من الأمر، التصاق جسدها البض الدافئ بي أربكني. ما اقتربت من امرأة بهذا الشكل من قبل سوى من زوجتي. أأوقظها ؟.. لتعدل من جلستها، ما سعيت لهذا الوضع ولكنه فرض علي. تبرير جعلني أقلع عن فكرة إيقاظها، ثم لم أعطي الأمر أكثر مما يستحق. شيء طبيعي أن تنام وأن ينزلق جسدها بعد أن عجز مقعدها عن احتوائه كاملا. شيء طبيعي أن تلتصق بي.. لا.. لا أظن ذلك، ما التصق رجل بامرأة ولو عرضيا إلا وكان الشيطان ثالثهما، لست أدري لماذا يتدخل الشيطان في ما لا يعنيه، ثم لماذا دائما بين المرأة والرجل، وليس بين رجل ورجل مثلا أو بين امرأة وامرأة. الشيطان الوحيد الذي أشعر به هو الساكن في أعماقي. ها هو ذا يحرك ذيله فرحا جذلانا، ساخرا  من قولي ومقهقها حتى استلقى على قفاه، مرددا من أدراك! من أدراك! ومنتشيا بأن أيقظ نفسي الأمارة بالسوء لتأويل ما لا يحتمل تأويلا. الصمت المطبق من حولي  والظلام الذي حدت من سطوته زرقة الأضواء ساعداني على أن أغرق أنا الآخر في نوم عميق.

كانت أحلامي شذرات متفرقة لا رابط يجمعها، صور تتباعد، تتلاقى، تنصهر في ما بينها. خليط من الوجوه والألوان والحيطان والستائر، وأنا وسط قاعة فسيحة بين جمع حاشد من الجنسين في حفل قد يكون عرسا أو مناسبة مشابهة. كنت أرقص -وهذا شيء غريب- باستمتاع ظاهر على نغمات ألحان شعبية، وأنا الذي من فرط خجلي كنت أتفادى الحضور في مثل هذه المناسبات. لطالما كان هذا الخجل عائقا أمامي وتحقيق الكثير من طموحاتي الذاتية والعملية. ولكني اليوم أرقص كالفراشة متحررا من كل القيود، قافزا على كل الضوابط  والقواعد التي وضعتها  لحياة رزينة سجنتني في قوقعتها. تبا لهذه الرزانة التي أعشت بصري وحرمتني من متع أدناها الرقص. دعتني جليستي لرقصة أخيرة -الشيطان الذي بداخلي يرقص مبتهجا داعيا إياي للمضي قدما في ما أنا فيه- استجبت لها، سعادة غامرة اجتاحتني وأنا أرى هذا الجسد البض يتمايل أمامي بين كر وفر، وإقبال وإدبار، أردافها تتمايل مع إيقاع الموسيقى هبوطا وطلوعا. مددت يدي نحوها لأساير إيقاعها… لكن صوت فرامل الحافلة ومنبهها أيقظاني مذعورا فزعا. لعنت السائق والحافلة والفرامل لإجهاضهم حلمي.

استرجعت مقعدي، ما زالت الموسيقى الشعبية ترن في أذني وبقايا نشوة تسكن ذاتي. استرجعت وعيي ومعه خجلي. توارى الشيطان القابع في نفسي، ربما إلى حين. سألتني وعلامات الفزع على محياها عما حدث- على فكرة هذه أول مرة أنظر إلى وجهها- كان مغايرا لما خمنته قياسا بباقي جسدها. جمال هادئ رزين خبر الدنيا وخبرته بدون بهرجة ولا مساحيق. لم أرد عليها، ليست هذه من راقصتني في حلمي.

استفاق الركاب جميعهم، اشرأبوا برؤوسهم نحو السائق يستطلعون الأمر، صراخ رضيع صك الآذان انقطع فجأة كما بدأ، ربما ألقمته أمه ثديها. لما كثر اللغط، تدخل السائق مهدئا الجميع بأن ما وقع شيء عادي فلا داعي للانزعاج.

لم يعد هناك أمل في نوم يعفيني من رتابة الرحلة ومللها ومن مراقبة الذات وصرامتها. عجبت للإنسان كيف يتغير كالحرباء بأشياء بسيطة فتصبح القناعات محل تساؤل. تماس عرضي بسيط مع جسد امرأة غريبة أوقد في نيران رغبة دفينة ليست حيوانية بالضرورة، ها هو شيطاني من جديد يحرك ذيله المسنن ويخرج لي لسانه ساخرا. ربما الفضول،  أو النظرة المتأصلة فينا مهما حاولنا إخفاءها، والتي مفادها أن المرأة هي أنثى أولا وقبل كل شيء، وأنها وجدت للإغراء والإغواء. كانت زوجتي عندما يأتي الحديث عن الوفاء للشريك والإخلاص له، ولما أذكرها بأنها صفات تتوفر لدي، تهز كتفيها بلا مبالاة مؤكدة أنه عند الامتحان الفعلي يظهر معدن الإنسان ومدى تمسكه بمبادئه، والباقي سفسطة ولغو كلام. أكاد أجزم الآن أنها على حق.

         مجرد تماس…

لا زالت الحافلة تلتهم المسافات في عناد.

هل هزمت في معركة المبادئ ؟…

كان علي أن أوقظها وينتهي كل شيء، ولكني ما فعلت، استسلمت لليونة ودفء جسدها. ما أغاظني أن الإثارة تجاوزت الواقع ووجدت لها طريقا في اللاشعور هادمة في نفس الوقت كل الحصون التي أقمتها لتحصين نفسي من كل ما يشينها. أن أرقص في تهتك، أن أراقص امرأة ما عرفت منها غير دفء وملمس بض، تلك الطامة الكبرى. ولكن ما سر تلك النشوة والسعادة التي شعرت بهما وأنا أفعل ذلك؟

أخرجني صوتها من شرودي وهي تسألني إن كانت الرحلة ستستغرق وقتا طويلا، الظاهر أنها غير معتادة على مثل هذه الرحلات. أجبتها بالإيجاب، أترى أ كان تساؤلها عفويا؟ أم دعوة للحوار، حتى وإن كان،  فما العيب في ذلك؟ رباه! ما لي الليلة أأول ما لا يحتمل تأويلا! تراها قد جفا النوم أجفانها مثلي وبحثت عن وسيلة لتزجية الوقت في الحديث وإن مع رجل غريب. أضفت:

         -سنصل إن شاء الله مع أولى تباشير الصباح.

         أجابت مستغربة:

         – أكل هذا الوقت؟ اسمح لي هذه أول مرة أستعمل الحافلة نحو وجهتي، في العادة كنت استقل الطائرة.

ثم… انساب الحديث- بعد تعثر البدايات- سلسا متشعبا، ما عادت غريبة ولا أنا. خضنا في عموميات هي كل ما يجمع بين شخصين تقابلا لأول مرة صدفة في رحلة مشتركة. علمت منها أن سفرها جاء مفاجئا، ولهذا لم تجد مقعدا في الطائرة. عرجنا بعدها على الجفاف الذي ضرب البلاد والذي أتى على الزرع والضرع والبطالة التي تنخر المجتمع وتغتال شبابه، وبعض من مشاكل العالم الذي أصبح قرية صغيرة.

كانت متحدثة لبقة، ومستمعة جيدة. وفوق هذا مثقفة. ما اختلفنا في شيء من العموميات التي ناقشناها، الظاهر أننا ننهل  من نفس المصدر، المعلومة المتاحة للجميع حتى التخمة لست أدري أهي نعمة أم نقمة!

في الاختلاف حياة. ولكن ما لهذه النبرة الحزينة التي تطبع صوتها، ومالي أشعر أنها تستعجل الحديث عن أشياء أخرى أكثر أهمية بالنسبة لها. تخيلات… تخيلات.

طال الصمت بيننا، ولكي لا ينقطع حبل الحديث ، سألتها إن كان لها أبناء. تنهدت في عمق، ثم اعتدلت في جلستها وقد كسا وجهها اهتمام مفاجئ. نظرت إلي بتمعن وكأنها تختبر أهليتي للاطلاع على حياتها الشخصية، الراجح أني حزت ثقتها، إذ أجابت:

          -نعم ، بنت وولد.

استبقت سؤالها:

         -لي ابن واحد.

ابتسمت من تخميني لسؤالها. فتحت حقيبة يدها وراحت تفتش عن شيء لم تحدده مسبقا في حركة تدل على الحيرة والارتباك. أشحت بوجهي عنها تاركا لها فرصة لاستعادة هدوئها. شيء ما يشغلها ويفسر هذه الهالة من الحزن التي تكتنفها. لم أعد متوترا ولا قلقا، اختفى الشيطان بداخلي، لم أعد أسمع له ركزا. التي بجانبي إنسانة قبل أن تكون امرأة.

توقفت الحافلة في باحة استراحة. أعلن السائق أن لدينا ثلاثين دقيقة راجيا منا أن لا نتجاوزها. نزل الركاب وتفرقوا أشتاتا، غابت عن ناظري في الزحمة بعد أن لفظت حافلات أخرى ركابها. تذكرت أني لم أصل بعد. اتجهت نحو حمام المقهى، كان غاصا بمرتاديه ورائحة مقرفة تنبعث منه، مما زهدني في دخوله.

أرجأت أمر الصلاة إلى ما بعد وصولي. انزويت في ركن قصي من المقهى أمام قهوة سوداء، وأنا أفكر في ما آلت إليه  مجريات هذه الرحلة. أكيد أنها لم تكن عادية ولا مملة، ولكنها كانت مزعجة نفسيا. ليس من السهل أن يكتشف الإنسان نقط ضعفه ويتجاوزها بسرعة. ماذا لو التقيت والمرأة في ظروف أكثر إثارة كيف كانت ستكون الأمور. الحمد لله أني قد استعدت توازني واكتسبت تجربة ستقيني مستقبلا الوقوع في مثل هذه المواقف المزعجة. ولكن ما سر حزن المرأة ؟

كانت جالسة في مقعدها ومرآة في يدها وهي تحاول إزالة شيء عن جبينها، لما رأتني قادما دست المرآة في حقيبتها والتفتت صوب النافذة. صراخ ونقاش حاد بين رجل وزوجته في المقاعد الخلفية استدعى تدخل السائق ومساعده لإسكاته. لم ألتفت، الأمر لا يعنيني هي أمور تقع بين الفينة والأخرى وتحسم في حينها. استفزها موقفي فاستفسرتني بانفعال:

         -ألم يثرك ما وقع ؟ أمن الطبيعي أن تتعرض المرأة لمزيد من الإذلال ونحن في القرن الواحد والعشرين!!

لم أحر جوابا، تفاجأت من انفعالها، ولكني في أعماقي ارتحت له لأني ضمنت محاورة لي لما تبقى من الرحلة. فإما أن تكون من المدافعات عن المرأة أو ممن عانت من تعنت الرجل وفي كلتا الحالتين لن تتوانى في الدفاع عن آرائها، ربما سأكتشف أخيرا سر حزنها.

-خلاف بسيط بين زوجين، وقد حل، هل تسمعين سيدتي لهم حسا؟ ثم من أدراك أي منهما المذنب؟ في الرجال كما في النساء الصالح والطالح وما دون ذلك.

-أحكام قيمة لا أهمية لها مالم تربط  بسياقها، ثم إني لست من المدافعات عن النساء، لا خير فينا إذا لم نرق بسلوكنا حتى يصبح قائما على الاحترام المتبادل.

الاحترام إذن كلمة قفل بالنسبة لفهم ما يشجيها، شكرت الله أنها ليست من المناضلات عن حقوق النساء، لم يكن لدي استعداد لسماع مزيد من الحجج والبراهين عن اضطهاد المرأة وظلم الرجل لها. كثير من الرجال مضطهدون ولكن لا يسمع لهم صوت لكي لا تهتز صورتهم أمام المجتمع. نفاق… نفاق.

       -الاحترام سيدتي عصي على التحديد، فما أراه احتراما قد لا ترينه كذلك، الكل في التعريف وهو خاضع للمقايسة مع نموذج قائم هو نفسه نتاج مسلمات قد تكون دينية، وأخلاقية، وعرفية… وفيه العام والخاص…

قاطعتني:

      -لماذا تتهرب من الجواب؟ لا شأن لي بتعريف الاحترام ولا بمنطلقاته. المهم بالنسبة لي علاقة المرأة بالرجل سواء أكان زوجا أو أبا أو أخا.

ضاقت دائرة الحوار، وإذا سار في هذا المنحى سيعرج حتما على مسائل شخصية لست أدري هل كلانا مستعد للخوض فيها. ترتيبها لأصناف الرجال أعطى الأسبقية للزوج. هنا الإشكال إذن. فلنبق في العموميات ما أمكن. الرحلة شارفت على نهايتها، ولكن الامر ليس بيدي وحدي قد يكون لها رأي آخر.

         -الاحترام بين المرأة وأبيها وأخيها، تحكمه وشائج الدم والقرابة، لم يكن لها خيار في ذلك… ولكن بالنسبة للزوج فهي التي تختار ما لم يفرض عليها.

         -وإن فرض!

         -الأمر مختلف، إرادتها هنا لم تحترم، ولكن قد تكون وراء ذلك أسباب معقولة تجهلها المعنية بالأمر وفي الغالب تكون في صالحها. كثير من هذه الزيجات نجحت وأثمرت.

         -الوصاية اللعينة، وإن فشلت من يتحمل المسؤولية؟

         لم أجب مباشرة، فهو سؤال فخ. بدأ الستار ينزاح عن سبب حزنها وسفرها المفاجئ، اللباقة، أو الاحترام ما دمنا بصدده، يقتضي أن لا أستدرجها للبوح بمكنونات صدرها، مالم تقم بذلك تلقائيا. اليأس والحزن الشديد يدفع في كثير من الأحيان للانفتاح على الآخر ولو كان غريبا، ثم إن سرابية اللقاء واستحالة استمراره في الزمان والمكان يشجع على مثل هذا البوح.

أيقنت أني لن أجيبها، ثم أردفت بمرارة:

         -المرأة طبعا. وهل من خيار لها، قذف بها في أتون معركة بدون سلاح، وتركت لمصيرها. أتفهم صمتك وحرجك، ولكن أليس من حقها أن تحترم؟ وأن يقدر ما تقوم به من تضحيات جسام؟ وأن تسمو من مجرد وعاء لإفراغ المكبوتات وتفريخ الأولاد، لتصبح مع الوقت مولات الدار أو أم عيال. كم هي حاطة هذه الصفات بالمرأة.

التجأت من جديد لحقيبة يدها، عبثت هنيهة بمحتوياتها، ثم أخرجت منديلا أبيض مسحت به دمعا بدأ يغزو مآقيها. خجلت من نفسي أن انسقت بداية مع غرائزي وتركت لها الحبل على الغارب وانحططت إلى مستوى الدهماء. كبير هذا الجرح الذي ولد كل هذا الحزن. لا تعقيب لي غير تعاطف جارف ورغبة في أن تنتهي الرحلة سريعا دون أن أزيد من  همومها. ولكنها أضافت كمن تحاور نفسها:

         -أبعد هذا أليس من حقها أن تحترم في كرامتها؟ آخر ما تبقى لها.. أمن الاحترام أن يخونها زوجها مع فتاة في عمر ابنته، أمن الاحترام أن يضرب عرض الحائط بسنوات من العشرة من أجل نزوة عابرة!! أتعامله بالمثل؟ انتقاما وانتصارا لكرامتها  المهدورة، ضميرها لا يسمح.. لم تختره سيدي وإنما فرض عليها.

أضواء المدينة تتلألأ من بعيد، إيذانا بقرب الوصول، همس وأصوات تثاؤب تكسر صمت الحافلة، استيقظ جل الركاب. وددت لو ضممتها لصدري كأخت مواسيا ومعتذرا عن الأراذل من أبناء جنسي… ترى أكان الشخير والقيء أحسن رفقا بي؟.  

 

مقالات من نفس القسم