غاستون باشلار: صياغات خلاصات المشروع (الحلقة 3)

غاستون بلاشار
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ترجمة: سعيد بوخليط

-144 “بدوري، أهمس كلِّية إلى الحياة الذهنية: أيُّها الخطأ، لست سيِّئا”(تشكُّل الفكر العلمي، ص243، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

145-“ماتعلَّمناه يلزمه التطور. حينما نتلقَّى تعليما دون السعي إلى تحويله، سيقود نحو تشكيل أدمغة تفتقد للديناميكية، ودون تبنِّي نقد ذاتي”(تشكُّل الفكر العلمي، ص244، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970 ).

146-“لايكفي فقط بالنسبة للإنسان التحلِّي بالصواب، يلزمه أن يكون مصيبا ضد شخص معين. دون تمرين اجتماعي لاعتقاده العقلاني، يغدو العقل العميق قريبا من الضَّغينة”(تشكُّل الفكر العلمي، ص245، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

147-”تتحقَّق دائما لعبة لمسات دقيقة فلسفية حول تعليم حيٍّ: تلقي تعليم، يعتبر تجريبيا من الناحية النفسية؛ بينما يكتسي طابعا عقلانيا من الناحية النفسية أيضا الدرس التعليمي القائم على المعطى. أصغي إليكَ: أنا تماما آذان صاغية. عندما أخاطبكَ: فأنا فكر تماما. رغم تقاسمنا قول نفس الشيء، فإنَّ مايصدر عنكَ غير عقلاني شيئا ما؛ بينما ما أقوله يتسم دائما بالعقلانية إلى حد ما. أنتَ باستمرار مخطئ قليلا، وأنا مصيب قليلا. بينما غير مهِمٍّ كثيرا المادة التي نتداول تعليمها. يصبح الموقف النفسي جاهزا، من جهة، المقاومة وسوء الفهم، ثم من ناحية ثانية، الحافز وكذا السلطة، معطى مقرِّرا على مستوى التعليم الفعلي، حينما ننهي الكتاب والتحدث إلى الناس”(تشكُّل الفكر العلمي، ص246، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

148 –”يشير بلزاك إلى تعويض العازبين المشاعر بالعادات. أيضا، يستبدل الأساتذة الاكتشافات بالدروس. قصد مواجهة هذا الكسل الفكري الذي ينتشل منا شيئا فشيئا شعورنا نحو المستجدات الروحية، يعكس تدريس اكتشافات التاريخ العلمي ملاذا كبير. يبدو جيدا، كي نعلِّم التلاميذ الإبداع، أن نبثّ لديهم الشعور الذي ينبغي لهم اكتشافه”(تشكُّل الفكر العلمي، ص247، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970 ).

149- “مايفيد الحياة يشلُّ حركتها. بينما الذي يفيد الفكر فيضعه ضمن إطار الحركة”(تشكُّل الفكر العلمي، ص251، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

150-”إذن نعم، تستمر المدرسة على امتداد الحياة. بالتالي، تعكس كل ثقافة عالقة بين طيات زمن مدرسي، رفضا للثقافة العلمية. يقوم العلم، فقط بفضل مدرسة دائمة. ينبغي على العلم، تأسيس هذه المدرسة. هكذا، تقلِبُ بالمطلق المصالح المجتمعية: يجب أن يتحقَّق المجتمع من أجل المدرسة وليس المدرسة من أجل المجتمع”(تشكُّل الفكر العلمي، ص252، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

151-”فعلا ينبثق العلم من الفلسفة”(تشكُّل الفكر العلمي، ص7، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

152-”عندما لانتغاضى دون مبرِّر عن التحليل النفسي لرجل الرياضيات، فلن نتأخر بخصوص إدراك تضمُّن نشاط الرياضيات لأكثر من صياغة صورية للأنساق ويضاعف كل فكرة خالصة تطبيق نفسي، ونموذج يضطلع بدور الحقيقة. سنلاحظ، جراء تأمُّل عمل الرياضيات، تشكُّله دائما نتيجة امتداد معرفة انتُزعت من الواقع، كما تتجلَّى الحقيقة في خضم الرياضيات نفسها، تبعا لوظيفتها الأساسية: تشغيل آلية التفكير”. ( تشكُّل الفكر العلمي، ص8، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

153-”لقد ولَّى زمن تلك الفرضيات المفكَّكة والمتبدِّلة، مثلما مضى زمن التجارب المنعزلة و الغريبة. حاليا، الفرضية تركيب”(تشكُّل الفكر العلمي، ص10 المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

-154”تولد حقيقة جديدة رغم البداهة، مثلما تولد تجربة جديدة رغم التجربة المباشرة”( تشكُّل الفكر العلمي، ص11، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970 ).

155-”نصادف على امتداد بحثنا، نفس سمات الامتداد، الاستنتاج، الاستقراء، التعميم، الملحق، التركيب، الكلِّي. عدَّة بدائل لفكرة الجدَّة. هذه الحداثة عميقة، لأنها ليست حداثة اكتشاف، بل حداثة منهج”(تشكُّل الفكر العلمي، ص12، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

156-”المعطيات التجريبية، معطيات للتجريب”(تشكُّل الفكر العلمي، ص13، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

157 –”تنتهي منهجية جيدة بافتقاد خصوبتها إذا لم تجدِّد موضوعها”(تشكُّل الفكر العلمي، ص14، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

158-”لايتوخى العلم فقط، كما يقول أندري لالاند: ”استيعاب الأشياء لبعضها البعض، لكن أيضا وقبل كل شيء، استيعاب العقول لبعضها البعض”. دون هذا الاستيعاب الأخير، لن تكون هناك إشكالية إذا جاز التعبير. حين الاستكانة إلى ذواتنا، أمام واقع أكثر تعقيدا، نتطلع حينها صوب المعرفة، بجانب المنظر الجميل والسلطة الموحية: يصبح العالم تمثيلا لنا. في المقابل، حين الاستكانة كليا إلى المجتمع، سنبحث عن المعرفة ضمن مجال العام، والمفيد، ثم المتفق عليه: هكذا يبدو العالم ميثاقا لنا. الحقيقة العلمية تنبؤ، أو تبشير على نحو أفضل موعظة. دعوة الأذهان إلى التقارب يعلن رجل العلم الجديد، بأن يبثَّ خلال ذات الوقت فكرا وتجربة، بربطه الفكر بالتجربة في خضم استقراء: الفضاء العلمي، حصيلة استقرائنا. أكبر من الذات، ثم أبعد من الموضوع الفوري، يتأسَّس العلم الحديث على المشروع. ضمن إطار الفكر العلمي، يأخذ دائما تأمل الموضوع من طرف الذات صيغة مشروع” (تشكُّل الفكر العلمي، ص15، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970 ) .

159-“نصف الواقع، ولانثبته”(تشكُّل الفكر العلمي، ص15، المكتبة الفلسفية، جوزيف فرين 1970).

160-“تحتاج الملاحظة أصلا إلى جهاز من الاحتياطات تقود إلى التفكير قبل النظر، وتعيد على الأقل تشكيل النظرة الأولى، بحيث أنَّ الملاحظة الأولى ليست قط سليمة. الملاحظة العلمية دائما جدلية، تؤكد أو تدحض أطروحة سابقة، خطاطة تمهيدية، برنامج للملاحظة، بحيث تظهر من خلال الاكتشاف؛ تصنِّف المظاهر، تتسامى بالمعطى المباشر؛ وتعيد تأسيس الواقع بعد أن أسَّست ثانية خطوطه العريضة. طبيعيا، بمجرد الانتقال من الملاحظة إلى التجريب، تغدو السمة الجدلية للمعرفة أكثر وضوحا. إذن، يلزم فرز الظاهرة، تصفَّى، تنقَّى، ثم انسيابها داخل قالب أدوات، بحيث تتبلور وفق مخطَّط تلك الأدوات. أدوات ليست سوى نظريات متجسِّدة. تخرِجُ ظواهر تحمل من كل الجوانب السمة النظرية”(الفكر العلمي الجديد، ص 16 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

161-”أساسا الظاهراتية العلمية الحقيقية، ظاهراتية تقنية. تعَزِّزُ مايرشح خلف المتجلِّي. إنَّها تعلِّم مادامت تؤسِّس. يرسم منطق المعجزات إطاراته حول مخطَّطِ عجائبه”(الفكر العلمي الجديد، ص 17 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

162-”حين التطابق بين الهندسات يكتسي فكر الرياضيات حقيقة. نعرف حسب هذه الطريقة، شكل الرياضيات وفق تحولاته. بوسعي مخاطبة كائن الرياضيات: أخبرني كيف يعملون على تحويلكَ، أخبركَ من أنت”(الفكر العلمي الجديد، ص 32 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

163-‘مامعنى الاعتقاد فعليا، مامعنى فكرة الحقيقة، مامعنى الوظيفة الميتافيزيقية الأساسية للواقع؟إنها بالضرورة قناعة تجاوز كيان لمعطياته الفورية، أو قصد التكلّم بكيفية أكثر وضوحا، قناعة نصادفها أكثر ضمن الواقع المتواري قياسا مع المعطى البديهي”(الفكر العلمي الجديد، ص 34 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

164-”بسيط للغاية كثيرا، أن نكرِّرَ باستمرار عدم إدراك رجل الرياضيات لموضوع حديثه؛ حقيقة، يفضِّل أن لايعرف قط؛ يلزمه التكلُّم كما لو يجهل بأنه يكبت حدسه، يتسامى بالتجربة”(الفكر العلمي الجديد، ص 36 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

165-“نفسيا، يدرك الفيزيائي المعاصر بأنَّ العادات العقلانية الناجمة عن المعرفة المباشرة وكذا الفعل الأداتي بمثابة أمراض مِفصلية، ينبغي هزمها قصد العثور ثانية عن الحركة الروحية للاكتشاف”(الفكر العلمي الجديد، ص 43 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

166-” ينطوي الواقع وليس المعرفة على سمة الغموض”( الفكر العلمي الجديد، ص 55 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

167-“إذا توخينا حقا الإقرار، بموضوعية ماهية الفكر العلمي، يلزمنا استخلاص بأنَّ التقويمات وامتداداتها تعتبر دوافعه الحقيقة. هنا تتمُّ كتابة تاريخ الفكر الديناميكي. خلال لحظة يغير المفهوم دلالته، يصبح له أكثر من معنى، ويشكِّل، تحديدا، مناسبة إطار مفهومي”( الفكر العلمي الجديد، ص 56 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

168-”يعمل الفكر العلمي، من خلال النسبية على تقييم ماضيه الروحي”(الفكر العلمي الجديد، ص 57 ، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

169-”قبل عهد الرياضيات، طيلة عهد المادة الصلبة، ينبغي على الواقع أن يحدِّد لدى الفيزيائي، فكرة تقتضي التعميم، عبر أمثلة مفرطة: إذن، الفكر خلاصة تجارب منجزَة. مع العلم النسبي الجديد، ينطوي رمز رياضي واحد مسهب الدلالة على آلاف السمات تشير إلى حقيقة متوارية: الفكر مخطَّط تجارب ينبغي تحقيقها(الفكر العلمي الجديد، ص 59، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

170-”تنتمي الإمكانيات الخالصة للرياضيات إلى ظاهرة فعلية، حتى ضد التوجيهات الأولى لتجربة مباشرة. مابوسعه الاندراج ضمن تقدير رجل الرياضيات، يمكنه التحقق دائما من طرف الفيزيائي. الممكن متناسق مع الوجود”(الفكر العلمي الجديد، ص 60، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

171-“التطور الطاقي للذرَّة، يظهر الأخيرة باعتبارها صيرورة مثلما هي كائن، ثم حركة بقدر كونها شيئا. إنَّها عنصر صيرورة/كينونة مخطَّطٍ لها في المكان/الزمان”(الفكر العلمي الجديد، ص 70، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

172-”لنعبِّر بصياغة جدلية عن هذه التفوق الثنائي للعدد قياسا للشيء وكذا المحتمل مقارنة مع العدد: العنصر الكيميائي مجرد طيف للعدد(الفكر العلمي الجديد، ص 86، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

173-”بقدر مايكون الذهن دقيقا، فاللاعقلانية أقلّ تماسكا”(الفكر العلمي الجديد، ص 92، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

174-”أفكار عرفت تصحيحا، لاتعود قط إلى نقطة انطلاقها”(الفكر العلمي الجديد، ص 97، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

175-”الموجة لائحة ألعاب، والجسَيْم حظّ”(الفكر العلمي الجديد، ص 92، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934) .

176-”تنحدر الحتمية من السماء نحو الأرض”( الفكر العلمي الجديد، ص 104، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

-177”الإحساس بالحتمي، إحساس بالنظام الأساسي، استراحة فكر يمنح تماثلات، وكذا طمأنينة العلاقات الرياضية”( الفكر العلمي الجديد، ص 106، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

178-”ليست هناك حتمية دون اختيار، وكذا استبعاد لظواهر مربِكَة أو بلا دلالة. علاوة على ذلك، تبدو ظاهرة معينة في أغلب الأحيان، غير دالة، لأنَّنا أهملنا مساءلتها” (الفكر العلمي الجديد، ص 108، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

-179”يعني الحديث عن حالة الكون خلال لحظة محدَّدة، الاستسلام إلى اعتباطية اللحظة المنتقاة، ثم اعتباطية الحالة ضمن اللحظة نفسها”(الفكر العلمي الجديد، ص 110، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

180-”تتجلى الحتمية العلمية من خلال ظواهر تتسم بالبساطة و متصلِّبة: السببية داعمة للشيئية. بينما تثبت الحتمية الميكانيكية نفسها بناء على ميكانيكا مبتورة، تستسلم إلى تحليل خاطئ للمكان- الزمان. تتأكَّد حتمية العلم الفيزيائي حول ظواهر هَرَمية، بزيادة قيمة متغيِّرات جزئية. بينما تتوخى حتمية العلم الكيميائي أجساما نقيَة بالإحالة على خاصيات محدَّدة”. ( الفكر العلمي الجديد، ص 111، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

181-”اكتشاف ثانٍ، ليس معناه أنَّنا بصدد تحقيق المعرفة. بل ندرك بسهولة ما لانعرفه قط”(الفكر العلمي الجديد، ص 113، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

182-”يتكفَّل الزمان بإنجاز المحتمل، وكذا تفعيل الاحتمالية”(الفكر العلمي الجديد، ص 122، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

-183”لاتوجد في مجال الميكروفيزياء، منهجية للملاحظة دون مفعول إجراءات تلك المنهجية حول الموضوع الملاحَظِ. يتحقق إذن تداخل أساسي بين المنهجية و الموضوع” (الفكر العلمي الجديد، ص 126، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

184-”الفردانية امتياز للتعقيد، ويحظى جسيْم معزول بالفردانية على نحو بسيط للغاية”( الفكر العلمي الجديد، ص 132، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

185-”هي الورطة ذاتها، سواء مع فيزياء العوالم اللامتناهية الصغر، أو الفكر الهندسي خلال القرن السابع عشر جراء لانهائية صغر كائنات الرياضيات”(الفكر العلمي الجديد، ص 134، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934) .

186-“لسنا قادرين كي ننحدر بالخيال صوب الأسفل سوى بالإحساس. عبثا، نضفي رقم عدد على صورة شيء معين قصد تحديد مدى صِغَر هذا الشيء: لايتبع الخيال منحدر الرياضيات. لايمكننا التفكير سوى رياضيا؛ فرغم تعطُّل الخيال الحسي، نمضي عبر مخطط الفكر الخالص حيث تكمن حقيقة الأشياء في علاقاتها. بالتالي، هي إشارة إنسانية عن واقع متخيَّل، بمعنى ثان، نطاق تحديد واقع المتخيَّل”(الفكر العلمي الجديد، ص 136، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

-187”تكمن داخل ميدان الرياضيات منابع الفكر التجريبي المعاصر”(الفكر العلمي الجديد، ص 138، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

188-”تأتي دائما فترة لانهتم خلالها بالبحث عن الجديد تحت آثار القديم، ثم لاتتحقق إمكانية تقدم الفكر العلمي سوى بإبداع منهجيات جديدة. بل، المفاهيم العلمية نفسها، قد تفقد عموميتها. يتَّسم دائما خطاب المنهجية العلمية بكونه خطابا ظرفيا، لايصف بنود دستور مطلق للفكر العلمي”( الفكر العلمي الجديد، ص 139، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

189-”الفكر العلمي معاصر بدقة للمنهجية الواضحة. بالتالي، لاينبغي أن نعهد شيئا إلى العادات عندما نلاحظ. تلتحم المنهجية مع تطبيقها. يلزم بقاء تأمل المنهجية فعالا حتى في خضم عقل خالص. يقول أوجين دوبريل، في هذا السياق”تستمر حقيقة مبرهنة عليها، مستندة على طريقة برهنتها وليس خاصية بداهتها”، هكذا نبلغ سؤال المقاربة النفسية للفكر العلمي، وعن كونها ببساطة منهجية واعية”(الفكر العلمي الجديد، ص 140، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934) .

190-”نبدأ مع الدراسات التجريبية، بما نعتقده منطقيا. بالتالي، يؤدِّي الإخفاق التجريبي، آجلا أو عاجلا، وجهة تغيُّر منطقي عميق للمعرفة”(الفكر العلمي الجديد، ص 141، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

-191”لم تفلح المنهجية الديكارتية التي نجحت حقا في تفسير العالم، بخصوص تعقيد التجربة، كوظيفة حقيقية للبحث العلمي”(الفكر العلمي الجديد، ص 142، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

192-”قل لي كيف أصطحبكَ، وسأقول لكَ من أنت”(الفكر العلمي الجديد، ص 143، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

193-”بقدر ماتكون بذرة المادة صغيرة، تصبح حقيقتها جوهرية؛ عندما تقلِّص المادة حجمها تتعمَّق”(الفكر العلمي الجديد، ص 144، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

194-”لايتعلق الأمر بتعداد الثروات، بل تحيين منهجية إثراء”(الفكر العلمي الجديد، ص 148، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

195-”نحتاج دائما عند طرح بديهية إلى فعل ثان كي نقرّ لها بتطبيق معين، بمعنى قصد الإحاطة بظروف هذا البديهية “( الفكر العلمي الجديد، ص 149، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

-196″في الواقع، لاتتجلى الظواهر بكيفية بسيطة؛ فالظاهرة نسيج علاقات. ليست هناك طبيعة بسيطة، جوهر بسيط، فالجوهر بنية صفات. لاتوجد فكرة بسيطة، لأنَّ فهمها مثلما لاحظ فعلا أوجين دوبريل، يقتضي إدراجها ضمن نسق مركَّب للأفكار والتجارب. التطبيق تعقيد. تمثل الأفكار البسيطة فرضيات ومفاهيم للعمل، ينبغي مراجعتها كي تحظى بدورها الابستمولوجي الصائب. ليست قط الأفكار البسيطة أساسا مطلقا للمعرفة” (الفكر العلمي الجديد، ص 152، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934 ).

-197″لاتعتبر دائما تلك السِّمات الواضحة جدا الأكثر تميُّزا؛ يلزم عدم الانسياق خلف وضعانية الاستعراض الأول. إذا أخطأنا هذا الاحتراس، نجازف كي نتناول التدهور باعتباره ماهية”(الفكر العلمي الجديد، ص 159، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

-198″الإبقاء على تواتر صيغة للشكِّ منفتح على ماضي معارف يقينية، هكذا يتحدَّد موقف يتجاوز، يمدِّد، ثم يضاعف الحذر الديكارتي ويستحق أن يقال عنه لاديكارتيا، دائما وفق نفس المعنى حيث اللاديكارتية بمثابة ديكارتية مكمِّلة”(الفكر العلمي الجديد، ص 169، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

-199”حينما نتأمل الموضوع، تمتلك الذات مزيدا من الحظِّ كي تتعمَّق”(الفكر العلمي الجديد، ص 170، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

-200″ماهية الفعل العلمي أنه مركَّب. تتطور تجريبية العلم الفعالة، بجانب الحقائق الزائفة والمتداخلة وليس الحقائق العَرَضية والواضحة. طبعا، لن تتدخل الحقائق الفطرية في العلم. يلزم صياغة العقل بنفس طريقة صياغة التجربة”(الفكر العلمي الجديد، ص 176، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

201-”بوسع التاريخ الإنساني حقا، ضمن إطار عواطفه، أحكامه المسبَقة، وكذا جلِّ مايتعلق بالاندفاعات المباشرة، أن يُشَكِّل بداية ثانية أبدية لكن هناك أفكار لاتبدأ ثانية؛ أفكار صُحِّحَت، توسَّعت، تعزَّزت. إنها لاتعود إلى مجالها المقيَّد أو المتعثِّر. والحال يعتبر الفكر العلمي أساسا، تقويما للمعرفة، وتوسيعا لإطاراتها. يحكم على ماضيه التاريخي من خلال إدانته. هيكله، وعي بأخطائه التاريخية. علميا، نتأمل الصحيح مثل تصويب تاريخي لخطأ طويل، وكذا التجربة كتقويم للوهم المشترك والأول. تشتغل جدليا كل الحالة الفكرية للعلم حول هذه التفاضلية المعرفية، عند حدود المجهول. ماهية التأمل نفسه، أن نفهم بأنّنا لم نفهم شيئا”(الفكر العلمي الجديد، ص 177، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

202-”فكرة تتطور، بمثابة نواة عضوية تتكتَّل”(الفكر العلمي الجديد، ص 181، المؤسسات الجامعية الفرنسية، 1934).

203-“تكمن خاصيات جوهرية فوق الموضوعات الميكروسكوبية وليس تحتها. جوهر اللامتناهي في الصغر معاصر للعلاقة”(دراسات، منشورات جوزيف فرين، 2002، ص 13).

204-“باستمرار، القياس الدقيق مُرَكَّب”(دراسات، منشورات جوزيف فرين، 2002، ص 13).

205-”باستمرار، المعرفة العلمية تصحيح للوهْمِ”(دراسات، منشورات جوزيف فرين، 2002 ، ص14).

206-”فيما سبق، عَبَّرت الصيغة التالية لصاحبها بول فاليري بما يكفي عن الفلسفة العامة للتجربة الفيزيائية. يقول الشاعر”يلزم، تبلور كل شيء لصالح مجد الرؤية”اختزال المرئي إلى المرئي”، نقول حاليا، مقابل ذلك، إذا توخينا تأويل وظيفة الميكروفيزياء الحقيقية: يلزم اختزال اللامرئي إلى اللامرئي، مرورا بتجربة المرئي. هكذا، يحظى حدسنا الذهني بالأولوية قياسا مع الحدس الملموس. يقدِّم مجال اختبارنا المادي فقط دليلا زائدا بالنسبة لمن افتقدوا العقيدة العقلانية. شيئا فشيئا، يتمكن الانسجام العقلاني كي يعوِّض بكامل قوة قناعته التجربة المألوفة. ليست الميكروفيزياء فرضية بين تجربتين، لكنها بالأحرى تجربة بين نظريتين. تبدأ بفكر، ثم تنتهي إلى قضية”(دراسات، منشورات جوزيف فرين، 2002، ص15).

……………………..

المرجع:

Au fil de mes lectures: 23 – 08- 2015

 

مقالات من نفس القسم