عن نكهة الغياب الأولى

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

رانيا منصور

 لا أستطيع النوم

جواز سفرها جاهز لتجلس فوقه وتطير متى تُعدّ أشياءها

صورتها فيه مستبشرة

عيناها مغمضتان إلا قليلًا

وقلبي ينقر على حواف الأيام المقبلة

أضمّ قلبي ورقيّة وأقول:

أنا التي رسمتُ لها وجه السفر بالأخضر

أنا هوّنتُ من تقلّب الأحوال الجوية في البلاد الغريبة

على روحها

أنا قلتُ لها اذهبي

وابحثي عن حياةٍ تمزجين فيها النور والحب

ولا تفكري كثيرًا في الآخرين

ربما تجدين سحابات أعلى

أشدّ بياضًا

تتعلقين بها وتعيشين هناك

أو ربما تأتينا بقطرةٍ منكِ – مرةً – كل عام

 

لا أعرف عن الـ سكاي بي أكثر من اسمه

وبعض الغُربة التي أتذوقها حين تنطقين به

أشعر بالغيرة منه!

ماذا سأتذوق حين أتناوله معكِ ونحن بعيدان؟

 

أظافري تمزق حواف شفتيّ الجافة

وصغيري الذي لم يأتِ بعدُ

يقول: نامي يا ماما

جلستكِ هذه موجعة!

 

أرتدي بيجامتكِ القرمزية

وأشمّ فيها وجهكِ الجميل

أجمع حبّات الشوكولاتة من البيت وأتسلّى بها..

كم من الوقت سيمرّ إلى أن نلتقي؟

تُرى

كيف يلتقي من يغيبون مع أحبّتهم..

لأول مرة؟

وإلى أي مدىً ستخيط الأيام اعتيادنا البُعد

على وجهي ووجهك

فتتغير ملامحنا؟

 

لماذا أحسُّ جفافًا في حلقي،

شيء مما يقرصني حين تذهب رقية بعيدًا،

وخزةٌ في أطراف أصابعي!

هل هذه هي نكهة الغياب تهبُّ؟؟

 

أتمنى لو قلتُ لكِ الآن..

ابقِ

وهاتي معكِ من تحبّين

نعيش جميعنا على سطح بيتٍ بلا جدار يحجب الشمس

لابد أن لُقمةً هنيئة ستكفينا!

أو خذيني معكِ ومن أحبّ

ولنأخذ البلاد في أيدينا

كي لا تخذلنا الجاذبية فنضيع في الفراغ

أتمنى لو قلتُ لكِ

أنني منذ اليومَ لا أنام لأجلكِ

وأن قلبي يخفض رأسه من شدة الرهبة حين ترحلين

سأفتقدكِ فحسب.

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني