عن الداندي الخجول.. كل هذه البهجة، كل هذه الرهافة الممزوجة بسخرية مريرة!

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 29
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد فاروق

لم يسبق لي أن كتبت شهادة عن أحد أصدقائي، ولذا فكل البدايات مرتبكة، كان علي أن أتمثل يماني أمامي بابتسامته الرائقة وصخبه الدائم لأبدأ في الكتابة، لكنني لا أعرف من أين أبدأ، لقاءاتنا في القاهرة قبل السفر كانت قصيرة وفي البدايات المبكرة جدا لتعارفنا ظننته شاعرا نرجسيا مولها بذاته، لكن هذا التصور سرعان ما تكسر على وقع ضحكاته التي يلمع فيها معدنه الطيب. إنه أشبه بقصيدته:

 والفتيات؟

زرعوا وردات في رأسه

تفوح كلما مر على مدرسة ثانوية

العائلة بتفصيلاتها: ثبتوا على ساعده ساعة

بشاشة واضحة لأناس يشبهونه بعض الشيء

ينظر إليها كلما شعر بالوحدة

ولذا تكون لقاءاتنا رغم المسافات الزمنية بهجة كاملة ولا سيما لو انضم إلينا أصدقاء يشبهوننا. بهجة أخرى كاملة هي قراءة قصائد يماني التي تشعرني وكأن يديه تشكل باستمرار عوالم أمام عيني وتهدمها، دورات حياة للشقاء، تبدو كلعبة تكرار سخيفة، وتلقي بين ثنايا القصيدة شذرات ساخرة، يتحول فيها حب قديم إلى سماد فاسد، ويفقد فيها الميت اثنين وأربعين جراما بعد أن حلت فيه روح أبيه. لكن مفارقات صغيرة كدفتر بول أوستر الأحمر تضع ابتسامة ولو خافتة على وجه الحياة التعس.

 تثير إعجابي مثابرة يماني على الكتابة في كل الظروف ومع كل المصاعب، لم تتمكن الغربة من النيل من قصائده لتجعله أسير مواويلها، بل صقلته ومنحتنا شاعرا ومترجما كبيرا.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم