مقطتفات من كتاب: تقنيات كتابة الرواية (4)
“ثمة طريقتان لكتابة روايات جيدة في مجالي الخيال العلمي والفانتازيا، على حد قول الشاعرة ماريان مور: ضع الضفادع الحقيقية في حدائق خيالية، أو ضع الضفادع الخيالية في حدائق حقيقية. بالتالي، فإن لهذين النوعين الأدبيين نوعين من الأبطال. الأول شبيه جدا بالناس المعاصرين (مركّب، صلب، مقنع، وحتى “عادي”) – يتم وضعه في إطار خيالي: المريخ، أو سفينة فضائية، أو كوكب تعيش عليه كائنات فضائية، أو حتى سيرك. النوع الثاني هو بطل خيالي- شخص قادر على التخاطر، أو كائن فضائي، أو امرأة من المستقبل البعيد ومن حضارة غريبة – يوضع في عالمنا المعتاد. وفي هذه الحالة فإن الإطار المعاصر أو التاريخي يشكّل جزءاً من التاريخ البشري “الحقيقي” ويكون مألوفاً أساساً بالنسبة للقارئ.
****
“تتعدد أنواع الهزل والشخصيات الهزلية. ففي الطرف الأول هنالك الشخصيات الجادّة في الأساس ولكنها تحمل لمسات هزلية، مثل كبير الخدم ستيفنسن في رواية كازو إيشيجورو: بقايا النهار. فخلال الرواية يجاهد ستيفنسن لفهم وقبول دوره في تاريخ دارلينجتون هول الملطّخ سياسياً وفي علاقته الفاشلة بمديرة المنزل. ولكن شرارات الهزل تظهر حين يحاول ستيفنسن تعلّم المزاح إرضاءً للمالك الأمريكي الجديد للمنزل؛ السيد فاراداي. ففي رأي ستيفنسن: الأمريكيون يحبون المزاح وينبغي عليه هو أيضاً أن يحبه:
“خطر لي أيضاً أن المزاح هو واجبٌ منطقي يمكن للمتسخدم أن يتوقعه من موظفه المحترف. وقد خصصت بالطبع وقتاً طويلاً لتطوير مهاراتي في مجال المزاح….”
والمضحك هنا بالطبع هو التناقض بين جدية ستيفنسن الوقور والملل وبين الهدف الذي يسعى إليه. وهنا يشكل الهزل عنصراً من الشخصية دون أن يكون أساس الشخصية أو اتجاه الحبكة ذاتها.”
****
“المبالغة”:
حين تتمّ المبالغة في شخصية كوميدية إلى حدٍ كبير، لا يمكننا أن نصدق بأنها موجودة فعلاً. وتلك هي النقطة التي لا يمكننا فيها أن نطبّق فيها جميع القواعد الخاصة بابتكار الشخصية. فالشخصية المبالغ فيها إلى حدٍ كبير لا يُفترض أن تكون إنساناً بل جوهر سمة بشرية مكبّرة بمفردها.
على سبيل المثال فإن رواية وودي آلان الكوميدية: (خطوة هائلة للجنس البشري)، تتألف من يوميات أحد العلماء الذي يعمل مع عالمين آخرين لإيجاد طريقة لإنقاذ المصابين بالاختناق. واليوميات تبالغ في العمل العلمي ونماذج العلماء إلى حد يفوق التصديق. فقد قام أحد الزملاء الثلاثة بإعادة تركيب الحمض النووي، ما أدّى إلى ولادة فأر قادر على غناء أغنية: دع قومي يذهبون – ليت ماي بيبول جو …
“كان هذا يوماً مثمراً بالنسبة إلينا أنا وشولاميث. فقد عملنا على مدار الساعة لجعل فأر يختنق. وقد توصلنا إلى ذلك عبر ملاطفته كي يبتلع قطعة من جبن غودا ثم جعلناه يضحك..عندها أمسكنا الفأر بذيله بإحكام ورحنا نديره على شكل خلاط صغير حتى خرجت قطعة الجبن من حلقه. ثم دوّنا أنا وشولاميث ملاحظات هائلة عن التجربة. لو أمكننا نقل عملية تحريك الذيل إلى البشر، قد نكون توصلنا إلى شيء ولكن مازال من المبكر تأكيد ذلك.”
***
حول قلب التوقعات
ويمكن استعمال قلب التوقعات مع جميع أنواع الوصف [عرض الشخصية]، فمن شأن حوار الشخصية أن يكذّب مظهرها. وقد تتعارض أفكارها بشكل واضح مع حوارها بحيث تخالف توقعاتنا بخصوص ما يفكر فيه ذلك الشخص في لحظة معيّنة. وقد تخيّب توقعاتنا نتيجة لأعماله. تستخدم فيفيان فان فالدي تلك المخالفة للتوقعات جيداً في كتابها للأطفال (مرة في امتحان، 3 حكايات حب خفيفة): إذ يعطى جورودن ثلاثة اختبارات للشجاعة عليه اجتيازها لينال يد أميرة جميلة ونتوقع من جميع القصص الخيالية التي قرأناها ونحن أطفال، أن ينجح. ولكنّه يقول عوضا عن ذلك: “أنتم مجانين”، ويذهب إلى بيته ويتزوج ابنة الطحان.”
*****
“إذا كنتَ ترغب في استعمال المبالغة لابتكار شخصية كوميدية، إليك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها:
* إلى أي مدى تريد لتلك الشخصية أن تكون مقنعة، وكذلك الرواية ككل؟ إن كانت روايتك كوميدية بحتة، بالغ ما طاب لك. أمّا إذا أردت أن تكون الرواية مضحكة وذات مغزى على السواء فمن المستحسن استعمال درجة مبالغة أقل.
* هل هذه الشخصية هي البطل؟ فالقرّاء يتمثلون عادة بالأبطال [يتماهون معهم] أكثر من الشخصيات الثانوية، فإن أردتَ للقصة أن تبدو حقيقية، يفضل استعمال درجة مبالغة أقل مع الشخصيات الرئيسية، وزيادة درجتها مع الشخصيات الثانوية.
* ما هي السمات التي يجب المبالغة فيها؟ في الواقع ما من معايير محددة، بل الهدف أن تختار ما يُضحك القارئ وما يخدم حبكة الرواية. والمبالغة الجيدة تحقق الهدفين.
*****
*ينبغي أن تكون التوقعات التي تسعى إلى مخالفتها واسعة الانتشار. فالرواية التي تتوقع أن تُضحك الناس من خلال قلب توقعاتهم عن نُساك بوذيين من القرن السادس عشر لديها جمهور محدود جداً، ذلك أن معظمنا لا يعرف الكثير عن نسّاك القرن السادس عشر البوذيين كي نمتلك توقعات معينة حولهم. وبالتالي اختر توقعات مألوفة.
*اعلم أن المواضيع المثيرة للجدل (والخلافية) تولّد انقساما في التوقعات. فرواية بيرنارد مالامود “المدافع عن الإيمان” تتضمن قلباً مضحكاً للتوقعات الشائعة حول الدين. ولكن بعض الناس لا يعتبرون هذه الموضوعات مناسبة لتكون موضع سخرية، ولن يضحكوا منها. ولا ينبغي أن يثنيك هذا عن الكتابة حولها، ولكن لتعلم مسبقا أنك خاسر قسم من جمهورك.
*لا تفسد الهزل بإضافة مقاطع تفسيرية إليه.
احرص على أن يكون لشخصيتك [الهزلية] دور فعال في الحبكة، وأنها لم تظهر إلا لكونها مضحكة، فهذا من شأنه أن يضعف الرواية ككل.
****
“إن النبرة العامة للكتاب هي التي تحدد ما إذا كنا نجد إحدى الشخصيات هزلية أم لا. وفي الواقع من الصعب تعريف النبرة بدقة. إنها موقف الكاتب إزاء ما يرويه كما يعبّر عنه في كل شخصية، وجملة، وسلسلة أحداث، ووصف، وغيرها من الخيارات العديدة التي تدخل في عملية كتابة الرواية الخيالية. وعلى الرغم من صعوبة تعريفها إلا أن التعرف عليها أسهل….”
****
العاطفة: الحوار والأفكار
يعتبر الحوار العاطفي هو الأصعب، فالحوار الذي يصدر عن شخصية تكاد تسقط عن جرف يكون محدوداً: “النجدة”، وكذلك الأمر بالنسبة لشخص ضائع في السوبر ماركت: “أين أجد طعام الكلاب من فضلك؟”. أمّا الأحاسيس فتختلف. ذلك أن طريقة التعبير عنها تتفاوت بين الناس باختلاف المزاج والعرق والمنطقة والخلفية العائلية والظروف. وهذا يعني أن الحوار أداة عظيمة لوصف الشخصية، إلّا أنه يتعين عليك الحذر حيال: متى وكيف وكم ومع من تتحدث الشخصيات عن أحاسيسها.
وينطبق الأمر نفسه على كيفية تفكير الشخصيات في مشاعرها. فالأفكار نوع من الحوار الداخلي وبالتالي يسري عليها بعض من هذه الإرشادات.
***
“العوامل التي تؤثر في الحوار:
* العرق:
إن لم تكن على معرفة بالعادات العاطفية لدى المجتمع الذي تنتمي إليه شخصيتك، توقف عن الكتابة وقم ببعض الأبحاث.
*الخلفية العائلية:
ثمة قوانين عائلية، إذ تسمح العائلات على اختلافها بدرجات متفاوتة من الغضب والتعاطف والمحرّمات والحزن، وتنتج هذه التعبيرات العاطفية المقيّدة عن قيم عائلية أعلى منزلة.
*المنطقة:
أين تعيش شخصيتك؟ هل عاشت في ذلك المكان طيلة حياتها؟ هل تؤثر المنطقة في طريقة تعبيرها؟ هل تؤثر هذه المنطقة في طريقة تعبيرها عن عواطفها؟
*الجنس:
تشير بعض الدراسات إلى أن النمط العام لحديث النساء يختلف عن الرجال، فهو أكثر إيحاء (ضمنية) وأقل منافسة وأكثر اهتماما بتحديد أساس عام، حتى وإن كان الحديث يتناول موضوعاً بسيطا مثل مخططات العطلة. هل يُحتمل أن تتقيد شخصيتك بما هو متوقع من جنسها أم تخالفه عمداً؟
التعليم:
غالبا ما يحدّ التعليم العالي من قوة التعبير عن العاطفة، علنا على الأقل. أضف إلى هذا أن المتعلمين يميلون أكثر إلى استعمال جمل صحيحة ومفردات كبيرة.
الظروف:
من شأن الشخصيات الموجودة في ظروف متوترة أو خطيرة أن تحدث بإيجاز أكثر من المعتاد (حريق! هي كلمة قصيرة تعبّر عن صرخة غير معقبّة).
****
“في الحياة الواقعية تميل العبارات العاطفية الأطول أن تكون أقل تماسكاص وأكثر امتداداً وغموضاً وتكراراً. فالمشاعر هي نفسها، ولكنّ الحوار الذي يعبّر عنها تم صقله في الرواية بطرائق عدة.
الضغط شكل من أشكال هذا الصقل. فقد يعمد الشخص الذي دهس كلبه إلى قول الشيء نفسه مراراً وتكراراً لعشر أو خمس عشرة دقيقة. ذلك أن ذهوله لما حدث قد يدفعه إلى التنفيس عن انفعاله، وقد يستغرق وقتا طويلا ليصدق ما حدث. ولكن التأسف اللفظي لخمس عشرة دقيقة قدي حتل ثماني صفحات مكتوبة، ولا أحد يرغب في قراءة ثماني صفحات من الخطاب المفجوع والمكرر.
ويعتمد طول الخطاب العاطفي والتكرار الذي يحتويه على الشخصية. فالإنسان الثرثار سريع التأثر قد يحتاج صفحة كاملة. وقد تكرر شخصية كهذ جملتها ثلاث أو أربع مرات، ولكن ليس ست عشرة مرة مثل إنسان حقيقي في الواقع.
وبالنسبة إلى شخص قليل الكلام وأكثر ضبطاً للنفس، قد تكفي فقرة واحدة لجعلنا نشاركه حزنه من دون أن نغيّر فكرتنا عن شخصيته.
*****
*استخدام الحال لوصف نبرة الصوت عند الحديث:
نبرة الصوت مؤشر عاطفي يمكن الإشارة إليه بسهولة من خلال وصف الحال:” قال بحزن”، أو “بكت بشدة”، مع ذلك غالبا ما يُنصح الكتّاب بعدم استعمال هذه العبارات. لماذا؟ وهل ينبغي عليك الأخذ بهذه النصيحة؟
رأيي أن التعابير التي تصف الحال هي سلاح ذو حدين. صحيح أن الإكثار منها يشير إلى ركاكة في الأسلوب أو حتى سخافة أحياناً، ولكن حُسن استعمالها يساعد على وصف نبرة الصوت جيداً […] كما أن عبارات الحال التي تتعارض مع جملة الحوار تضيف تعقيداً على الرواية، مثل: قال غاضباً: أنا أحبك.
بالتالي ليس عليك تجنب عبارات الحال المستعملة لوصف نبرة الصوت عند الحوار تجنبا تاما بل استعملها باقتصاد.
****
“إن أردتَ لشخصيتك أن تبلغ لحظة تفجّر فيها كل عاطفتها المكبوتة حتى الآن، فإليك بعد الملاحظات:
* تعتمد فاعلية تلك اللحظة كتقنية أدبية على إعداد مسبق من قِبل الكاتب. إذ ينبغي عليك أن تظهر تلك الضغوط المتكررة التي أدت إلى هذا الانفجار في إطار مسرحي [مشهدي]…
* في كل لحظة توتر يجب أن نرى كيف تسيطر الشخصية على مشاعرها إلى أن تنفجر.
* ينبغي أن يحدث الانفجار مع الحفاظ على كل ما نعرفه عن الشخصية. […….]
ومن أن مشهد الانفجار العاطفي أن يكون ناجحاً جداً إن تمّ التخطيط له منذ البداية.
*****
* مَن نشاركه عواطفنا؟
* إن الشخص الذي نختاره لنشاركه عواطفنا يُخبر الكثير أيضاً عن حياتنا. [….]
*يعبّر كثيرٌ من الناس عن عواطفهم السلبية، كنفاد الصبر والانزعاج في المنزل أمام عائلاتهم، فيما يلتزمون اللياقة مع الغرباء….
*وثمة شخصيات عاطفية مع الجميع،ويحتاج “ملوك الدراما” هؤلاء إلى تصويرهم في عدة حالات مختلفة مع عدة شخصاتي مختلفة كي نفهم بأنهم لا يبوحون بأحاسيسهم لصديقٍ مقرب بل يجودون بها بلا تمييز على أذن صاغية.
*وتبرز المشكلة مع الشخصية التي لا تعبر عن عواطفها أمام أيٍ كان، إنها الشخص الكتوم والمنعزل الذي لا يملك صديقاًَ حميماً ولا يحتاج إليه. […] سوف تحتاج هنا إلى مؤشرات عاطفية أخرى: لغة الجسد أو الانفعال أو الأفكار إن كانت شخصية وجهة النظر. ولكن رجاءً لا تجعل الشخصية تسير وتتحدث مع نفسها بصوت عالٍ، لأن ذلك يبدو مصطنعاً ومتكلفاً.
****
* إليك بعض الأمثلة على الحوار العاطفي الذي قد يناسب حبكتك:
1. كتابة يوميات أو رسائل:
مع أن ذلك قد يفتقر إلى فوريّة المشهد المسرحي، إلا أنه فعال جدا إن اقترن بالمشاعر. فرواية أليس ووكر اللون القرمزي تضم مقاطع مؤثرة من اليوميات الشغوفة والمحزنة والحافلة بالأخطاء الإملائية.
2. التحدث إلى حيوان أليف:
ينجح هذا الأسلوب إن كانت الشخصية من النوع الذي يحب الحيوانات.
3. التحدث إلى معالج نفسي:
قد ينجح كثيراً إن كنت الشخصية من النوع الذي قد يلجأ إلى مساعدة معالج نفسي. […] وقد ينجح إن أجبرت الشخصية على ذلك. […] وأخيراً يمكن لشخص يرفض عادة المساعدة النفسية أن يضطر إلى اللجوء إليها بسبب عجزه عن تأدية وظائفه….
4. البوح لرجل الدين:
إن كانت الشخصية متدينة جداً، فقد تفتح قلبها لرجل الدين الذي تثق به.
اسأل نفسك: مع من تتحرك عواطف شخصيتك؟ في اي ظروف؟ بالإجابة عن هذين السؤالين يمكنك كتابة مشاهد [بوح عاطفي] قوية في قصتك.
***
*أخطاء شائعة في الحوار العاطفي
إن الخطاب الذي يعبّر عن المشاعر هو أكثر عرضة للوقوع في الأخطاء من أي حوارٍ آخر.
تجنب:
1. المبالغة:
لا يبدو الحوار المبالغ فيه قويا بل كوميديا. ولا بأس به في الرواية الكوميدية. وإلّا فإن الشخصية التي تقول: “سأحبك إلى أن تنطفئ النجوم وتموت!” تفقد مصداقيتها (ويفقد الكاتب مصداقيته معها)…
2. الكليشيهات:
هنا تكمن معضلة كبيرة. فإن كانت “أحبك” كليشيه، و”سأحبك إلى أن تنطفئ النجوم: مبالغة كوميدية، فما الذي يتبقى؟
العبارات القصيرة مثل “أحبك”، و”أرجوك اقبل اعتذاري”/ إلخ، هي كليشيهات متداولة في الحياة اليومية ولا بديل لها.. وهو أمر مقبول في الحوار نظرا إلى إيجازها وانتشارها… أما الكليشيهات التي ينبغي تجنبها في الحوار فليست تلك المأخوذة من الحياة بل من الأفلام والمسلسلات والكتب الأخرى. فعبارة مثل: “قد أعذر من أنذر”، هي تهديد فارغ، ليس لأن المتحدث لا يعنيها ولكن لأن هذه اللغة فقدت قوتها. إذن كقاعدة عامة، احتقظ بالجمل اليومية العادية واستعمل حواراً أقل شيوعاً حين تصبح الحالة أكثر تعقيداً.
3. حوار: “كما تعلم”:
لهذا النوع تأثير مدمر في الحوار العاطفي لأنه يسلبه حدته ومصداقيته, فليس من المتوقع في حوار عاطفي أن تخبرنا الشخصية بقصة خلفية، على طريقة: “أحببتك منذ أن رأيتك للمرة الأولى، وذلك في الصف الثامن بعد وفاة والدتي بعام واحد….إلخ”… فخلال اللحظات العاطفية لا ينبغي أن تركز الشخصية إلا على اللحظة ذاتها.
[المزيد من الكتاب في الأسبوع التالي]