عندما امتزج دم الكاتب مع دماء جمهوره من القراء

عندما امتزج دم الكاتب مع دماء جمهوره من القراء
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سمير فريد

جيل الإنترنت الذى وُلد معه، وبلغا معاً العشرين، خاصة من الذين تعلموا فى المدارس والجامعات الأجنبية، ربما لا يعرف سعد زغلول وثورة 1919، وربما يستمع بدهشة عن ألم الهزيمة فى 1967، وفرحة النصر فى 1973، ولكنه سيعرف تاريخ بلاده يوماً، فالعمر أمامه والأعمار بيد الله.

جيل الإنترنت ربما يتصور أن المتنبى ماركة معجون أسنان، ويتصور أن طه حسين من نجوم السينما الصامتة، وبالتأكيد لا يصبر على قراءة ثلاثية نجيب محفوظ، ولكنه سيعرف الشعر العربى والأدب العربى، ويصبر على قراءة الثلاثية يوماً، فالعمر أمامه والأعمار بيد الله.

جيل الإنترنت يكتب بالعامية لأنه لا يعرف العربية، ولا يدرك أن اللغة هى جوهر الهوية الوطنية، وأن العبرية كانت لغة للصلاة طوال ألفى سنة وأحيتها إسرائيل وأصبحت لغة حياة يومية ولغة أدب يفوز بجائزة نوبل فى الوقت الذى قتل فيه العرب لغتهم بعد أن كانت حية، وتكاد تصبح لغة للصلاة، ولكن هذا الجيل سيعرف لغته يوماً، فالعمر أمامه والأعمار بيد الله.

جيل الإنترنت يتوحد مع شاشات التليفزيون والموبايل والكمبيوتر، ويكاد يفقد القدرة على التواصل الإنسانى، ولكنه سيعرف أهمية هذا التواصل يوماً، فالعمر أمامه والأعمار بيد الله. ويكفيه أنه قاد الشعب المصرى فى ثورتين من أجل الحرية خلال ثلاث سنوات، ويرى ببساطة وعمق فى آن واحد أن مصر يجب أن تكون مثل أى دولة متقدمة من اليابان إلى بلجيكا.

جيل الإنترنت فى الإسكندرية له مسرحياته وأفلامه وموسيقاه ولوحاته وتماثيله، وله أيضاً الكتاب والأدباء الذين يحبهم، وعلى رأسهم علاء خالد صاحب الكتب والمجلات الإبداعية المتميزة مصرياً وعربياً ودولياً. وقد فعل هذا الجيل ما لم يفعله أى قراء مع الكاتب الذى يحبونه ربما فى كل تاريخ الأدب فى كل العالم.

تعرض علاء خالد لأزمة صحية واحتاج لوحدات بلازما بواقع 8 وحدات 300 مللى فى اليوم، وهى كمية كبيرة ومن الصعب توفيرها، ولكن الخبر انتشر عبر الإنترنت، وسارع العشرات من محبيه للتبرع بالدم وبعضهم كان من طلبة المدارس الثانوية الذين أحبوه من قراءة كتاباته، وتم إنقاذ علاء خالد والأعمار بيد الله.

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم