ملف من إعداد: أحمد سراج
لماذا يملأ عمار الدنيا ويشغل الناس؟
يطابق سلوك عمار كتابته؛ فهو لا يكتب عن القيم ويخالفها، ولا يسعى لمنصب ممتطيًا المبادئ والقيم التي ينادي بها، إنه رجل يكتب ما يؤمن به، وهذا سببٌ رئيسي في تذكر الناس ما يكتب سواء وافقوا عليه أو رفضوه.
الموسوعية سمة من سمات كتاب عمار؛ فكثيرا ما يشعر القارئ أو المشاهد أنه أمام كتيبة من الكتاب المتميزين، لكن عمار يغامر دون خشية؛ فلطالما قلنا إن محمد حسنين هيكل يخفي شاعرًا داخله، ويقمع روائيًا في ثناياه، ولو كتب أحمد بهاء الدين رواية لكانت رواية الروايات.. أما عمار فهو يكتب ما يحب كما يحب.
بين حقول ثلاثة يتحرك عمار علي حسن؛ فمن الباحث السياسي إلى الصحفي إلى الخبير في الجماعات الصوفية.. ومما يميز هذا التحرك أنه تحرك من مرتكز واضح؛ المثقف العضوي الطليعي الذي لا يفتأ يواجه أي سلطة طاغية، وأي أكاذيب واختلاقات.
ولا يتوقف عمار عند الكتابة في هذه الحقول، لكنه يستخلص ما فيها في أثناء صياغته لأعماله السردية.. ومنها “جبل الطير” التي يظهر فيها التنوع المعرفي والقدرة على “سبك ما لا يأتلف” فليست القضية رحلة رجل عامي من الجهل إلى العرفان، وليست ذلك الصراع الدائر بين معتنقي الأفكار المختلفة، وليست تلك المشكلات التي تواجه المجتمع يوميًّا.. وتجعله قنبلة نزع فتيلها.. إنها الفن حين يختط من الجماليات طريقًا مملوءًا بالمعرفة والإقناع والمتعة.
وأظن أنه قد آن الأوان لبدء تجميع ما كتب عن عمار علي حسن ، ونشره، ونحن في هذا الملف نلقي وردة البدء..