“على حافة العالم” .. لـ محمود عاطف

على حافة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

صدر مؤخرًا عن سلسلة الإبداع الشعري بالهيئة العامة للكتاب الديوان الثاني للشاعر “محمود عاطف”،  حافة العالم في الديوان ليست موضوعًا هامشيًا يشبه المنفى، إنها هي الموقع الأقرب إلى عالمٍ آخر، نشتاق إلى التواصل معه، أو نسعى إلى إبداعه، الموقع الأفضل للتعبير عن هويّة الشاعر، وحاجته إلى مسافةٍ تسمح بتفتح البصيرة، وتمكين الذات من إعادة ترتيب الواقع.

 على حافة العالم

 خطواتٍ لم يمشها أحد،

 أوراقٌ أبيض من اللبن،

 ولا ذاكرة للألوان.

 تطلع الشمس كفراشةٍ يومًا

 ويمصا آخر على هيئة وردة

 والأرض بكرُ لم يمسسها بشر.

 الحافة ليست موضعًا بعينه، كل مكانٍ يمكن أن يكون حافة، كل مكانٍ يلامس عالمًا جديدًا أو مختلفًا، الحافة ليست حالة تتحرر فيها الذات من المعتاد، وتعيد تشكيل الحدود والمعالم وفق تطلعاتها الداخلية.

 لو أننا كتابان،

في يد ذلك الأعمة!

 لو أننا ناصيتا شارع

لا يعبره أحد!

 لو أننا مجازٌ

سقط من ذاكرة اللغة!

 لو أنا وأنتِ

فقط في هذا العالم!

حافة العالم رمز للنقاء والتسامح، مقاومة بيضاء لقوى التدمير، بدايةٌ جديدة، ينطلق فيها كل شيء من الصفر، على أمل الوصول إلى عالمٍ أجمل.

……………………..

 نقرأ من الديوان:

(1)

 المأساة يا صديقي

 أن نتكئ على حياةٍ ليست لنا!

 أو أن نخلد إلى النوم،

 واهمين أننا نمتلك نواصي الحكايات!

 خذ بجبهتي إليكَ

 واحصِ الأيام في رأسي

هل تحسّ الله مازال في مكانه؟

 تعرف،

 بداخلي حفنة آلامٍ

تكفي شعبًا من الجياع،

 يمكنني أيضًا أن أوزعها بالتساوي

على عددٍ من الجمعيات الخيريّة

كي أصدق أن الله ما زال يصطفيني.

.

أمي لا تمل أن تجذبني للماضي برفق

وأبي صامتٌ

كأنما الوحي أتاه بهجري.

 يا صديقي

 هل يكفي الآن أن أكُح حسرتي

 وأخلُد إلى الموت؟!

 أو أن أذهب للسينما

 وأجد نفسي فوق “سكارليت جوهانسون”؟!

 يبدو لي هذا خيارًا رائعًا

لكن من فضلك

حين أرتدي ملابسي

 ضع يدك على جبهتي:

 هل تحس الذي في السماء

 مازال في مكانه؟

……………..

(2)

كحقيقةٍ تبغض اسمها

 كبحرٍ أتبعته كثرة أمواجه

 كليلٍ لا يحبّ اللون الأسود

 كنهارٍ أنهكت الشمس نهاره

 ككل شيءٍ

كلاشيء

 كَهُنا.

 ………..

(3)

الليل

 كيف يجيء

 كل هذا الملل في أحشائه؟!

 حتّى أنه انتزع الفرح

من البارات

 ولم تعجبه هلوسات السكارى

أنا أيضًا،

 كنت أبحث مثلهم

 عن بهجةٍ تسوقني

كأعمى تقوده عصاه

صرتُ منفيًا وسط الجموع

والألم نفسه أصبح بلا طعم

من كثرة ابتذاله

لا أقوى على حمل نفسي

وأبحث مكسورًا

عمّن يمكنه أن يحملني

 كجريح حرب.

 أيها الليل

 أمانة عليك:

تعال في الليلة المقبلة

ومعك الموت.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني