سهى زكي
لا أعرف لماذا لا أنام بعمق ، فإذا نظرت لى تعتقد أنني نائمة، ولكنني في عالم آخر.
أرى ناسا لا اعرفهم يفعلون اشياء لا أفهمها ، لها تفسيرا عندى ولكن من هم ؟ من هم ؟
يكاد عقلى يجن وانا على علم يقينى بما سيحدث لناس لا أعرفهم ، أنا فقط من اعرف ، تصور يا صديقى مثلا، اننى أراك تجرى باتجاه البحر وبيدك شباك كبيرة جدا، تلقيها فى الماء فتطلع فيها بيوت خرسانية كبيرة، تحاول قدر الإمكان جذبها وحدك فلا تستطيع وما أن يصل صوت استغاثتك للشاطىء تنهار عليك البيوت، اصرخ فى الناس جميعهم ، الحقوا ذلك الشاب ، إنه يموت تحت هدد البيت الطالع فى شبك البحر ولا يجيبنى احد ، أقوم مفزوعة وانا استعيذ بالله من هذا الحلم ، فأذهب للهاتف أكلمه ، فأسمع صوته حزينا ، يطمئننى انه فى العراء
ترى هل كان لابد ان يشغلنى صديقى الى هذا الحد وانا نائمة بمشكلة لم يحكيها لى ، لمن سأحكى أحلامي ، هل أعلنها بأسماء أصحابها أم أرمز لها ، أم لا داعى لذكر الأسماء أصلا وأكتفى بالوصف وفى هذه الحالة ، لكن بصراحة تركت نفسى بلا قيود ولم أتحكم فى القلم عندما نادتنى الكلمات التى كان لها الفضل فى حسم الأمر ، وقررت تسجيل أحد أحلامى الجديدة ، التى ربطها بحلم قديم ، كنت دائما احمله منذ صغرى ، حيث كنت أحلم بأننى اهرب من ضرب رصاص كثيف ، وان طائرات مخيفة تجوب السماء ، واحاول الاختباء خلف حجر كبير فى الصحراء ، ثم أفيق على حالة من الرعب غير عادية ،وينتهى بأن كلبا أسود كبير يحاول عضى ، فأهرب منه بأن أجد نفسى طائرة من الارض وكأننى فقدت الجاذبية ، ولكن أخر حلم او كابوس ان جاز التعبير كان تفسيرا لاحلامى كثيرة ترتبط باحساسى غير المبرر ، فذات مرة و من عمق نومى سحبنى كابوس مخيف ، بدأ بمعركة كبيرة وغريبة بينى وبين صديقة عزيزة على ، وهى وزوجها يتشاجران بسبب السجائر ، ثم حكمتنى بينهما وكانت فى نفس الوقت الذى قامت بتوريطى فى أكثر من تفسير وتبرير لزوجها بأننى سببا فى تدخينها ، فتشاجرت معها انا الاخرى ، وطالتبها بأن تكف عن إلصاق ضعفها بى ، وعندما تأكدت من إًصرارها على الشر تجاهى ، قلت لها ، انا لا أريدك فى حياتى ، ثم اتجهت لزوجها وانصرفت وانا اسمعه يقول لها بصوت عالى “انت متعرفيش البت دى وتبطلى شرب سجاير” ، وهى ردت عليه بكل ادب وخوف وحب ” حاضر حاضر “، وفجأة عادت إلى تتوسل الى انى مزعلش “اقولها انا مش زعلانة ، بس هو عنده حق ، كفاية كدا انا عايزا ابقى حرة شوية “غضبت منها بشدة ، و قررت أمشى وقبل ما التحرك ، كى لا أرحل غاضبة ، ثم وجدتنى فى نفس الحلم وتقريبا فى الثانية الثالثة عشر من الحلم وقد اتنقلت إلى بيتى ، والمشهد هنا يضم أبى وزوجته ، يطالبها بأن يرحلا فورا من هذا البيت ، وأنه لا يحتمل الجلوس فيه دقيقتين ، فينزل ليشترى حاجة حلوة للبنت ، ثم تنتقل بى كاميرا الحلم الى مسرح روابط ، فوجدتنى بين ازدحام شديد أشاهد عرضا رائعا عن الثورة ، أعجبنى فيه شخص غنى اغنية وطنية ، رأيته قبل ذلك فى الحقيقة وجاء ليكلمنى هذه المرة ، وفجأة وصل لسمعنا هرج ومرج بالشارع وناس بتصرخ وتقول بلطجية .. بلطجية ، يختفى الرجل من امامى واجدنى فى البيت وأبى الذى كان ينوى الذهاب لشراء الحاجة الحلوة للبنت ، صعد السلم مسرعا وهو ينهج ويقول “أنا مش مصدق اللى انا شايفه وهو بيقولنا بصوا انتم بصوا ، وفعلا طلينا من الشباك ” بلطجية باعداد مرعبة ، يرتدون جلالبيب بيضاء ممسكين نبابيت يشبهون فى مشيتهم فتوات روايات نجيب محفوظ فى الافلام ،يمرون بهيبة مخيفة بكل جدية ومروا من أمام محل بيع الخمور المقابل للبيت ولم يتوجهوا له بأى أذى ، فتأكد احساسى انهم ليسوا من أتباع الدين ، فلا هم إخوان ولا هم سلفيين ولا ،تملكنى شعور الناس وقت قيام معركة يكون أبطالها الفتوات ، شعرت برعب لم أشعر به منذ يوم معركة الجمل ” وكان فى الخلفية حوار مفتوح مع نفسى ، أكده صوت فى الشارع ” كنت بقول لنفسى هو أول ما الرئيس المخلوع هايموت الدنيا هاتبقى ازاى فجأة طلع صوت عالى فى الشارع “مبارك مات ..وصوت تانى قال البرادعى اللى هايمسك” .
قمت مفزوعة ودقات قلبى تهز السرير وجسدى كله يهتز رعبا وكأن هناك زلزال حقيقى ، نظرت جانبى ، وجدت نونو نائمة على الأرض بجوار المروحة ،ويمينى لم أجد اى انسان أحكى له كابوسى المفزع ؟ أخذت أتحرك فى البيت وقلبى يرتعش ، لا أعرف ما الذى أفعله ، ياترى من الذى يمكن أن أفزعه فى مثل هذا الوقت لمجرد انى حلمت بكابوس ، حاولت اجمع تفسير الحلم ، رغم مهارتى فى تفسير كل الأحلام ، إلا أنه يصعب على تفسير أحلامى انا ، هدأت من نفسى قليلا ، وأنا أسأل ساكنى البيت من الارواح الصديقة ، بالله عليكم أخبرونى ما الآمر ، من هؤلاء الفتوات ؟ هل يحدث شيئا بالخارج الأن ،وبعد هدوء شديد أول ماجاء فى بالى ، أن على الرحيل من هذا البيت ، خاصة انها ليست المرة الاولى الذى اتلقى فيها رسائل تخص المكان وبالمناسبة حل اسم المكان الذى سأذهب اليه فى الحلم ، سأرحل بلا شك ، رغم اننى منذ سكنت بيت شامبليون القديم هذا وانا عرفت طعم النوم الحقيقى ، لكن ماذا بوسعى أن أقول سوى” حسبى الله ونعم الوكيل فى مبارك والبلطجية اللى انطلقوا على البلد وخوفونى من اجمل مكان فيها ، انا خايفة وحزينة ومرعوبة” ، تجاهلت احساس الوحدة الذى أصبح عفريت ايامى ويشاغلنى بعبط ويجعلنى اوافق على دخول بشر مرتبكين فى حياتى ، وتجاهلت إحساس الرغبة الأبله الذى يؤدى دائما دورا ساذجا بأنه ليس هنا ، وها أنا وأنا أكتب لكم الحلم أذن الفجر ، فقررت أصلى وأقرأ قرأن وأهدى يمكن أعرف أنام وأعرف أفسر لنفسي الأحلام.
(تنهيييييييييييييدة)
خاص الكتابة