ومشى، وقبل أن يختفى عن نظرها لمحت عينيه تبرقان بشدة وسط وجهه.
بعد أسبوع كان بيتها يمتليء بالأنوار، فهذا يوم خطبتها، وعندما كان خطيبها يلبسها الدبلة سمعوا صرخة عالية توقف على أثرها كل شىء، الصخب، الضحك والزغاريد، بسملت أمها وحوقلت بينما قالت إحدى المعازيم: هذا صوت القط الأسود انه يقول “داوووود” كل القطط تقول ذلك. وابتسمت لتلطف الجو، فقال العريس فى جدية: يخيل لى أن ما قاله القط هو اسم خطيبتى. ضحك الناس على كلامه بينما نظرت هى الى الأرض ولم تعقب، وبعد أسبوع كانت تستيقظ من النوم وهى سعيدة، فغدا يوم كتب كتابها على عريسها، لاحظت أن هناك من يلعقها، فتحت عينيها ببطء ولكن سرعان ما انتفضت فزعة، لقد كان القط الأسود هو من يلعقها، قالت برعب: ماذا جاء بك الى هنا؟ فقال: حبك. قالت:عشقك لى محرم. فرد بهدوء: سوف نرين.. وبعد ساعة فتحت أمها باب الغرفة لتوقظها فلم تجدها، كانت الحجرة خالية على عروشها، ولم تجد سوى سرير خال وبقايا رائحة قط.
ـــــــــــــــــــــــــ
مريم سمير
قاصة – السويس – مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة للفنان: عمر جهان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة