ويضيف الشيطي “ بعد تفكيك الايدولوجيات الكبرى والحكايات الكبرى تناثرت الأجزاء وصار لدى كل واحد سردية تخصه، سردية من لحم ودم، وصار الربط مابين الأجزاء عملاًً ذهنياً يقوم به الصحافيون وكتاب المقالات… صار مجرد السير فى الشارع ، شرب كوب ماء حكاية. أتوقع أن تزدهر الأنواع السردية أكثر فى قابل الأيام وان تنفتح على بعضها أكثر من ناحية، وان يزداد تفاعلها وانفتاحها على باقي الفنون من ناحية أخرى “.
ويقول الشيطي “ نشرت روايتى الأولى “ورود سامة لصقر” مطلع التسعينيات.. تحديدا فبراير 1990 قبل إطلاق مقولة زمن الرواية وكنت وفتها اكتب وأنشر القصة القصيرة، وقد كتبت حينها الرواية اعتماداً على حالة كشفت عن نفسها فى هذا الشكل لذلك أعتقد أن “البنى” سيظل هو الفارق مابين الرواية وباقى الأنواع السردية.
ويعكف أحمد زغلول الشيطي حاليا على كتابة رواية قطع فيها شوطاً لابأس به وقد قرأ بعض الأصدقاء أجزاءً من المخطوطة.، ولم يستقر على عنوان للرواية فلازال هناك الكثير من العمل… على حد تعبيره
نص من”ضوء شفاف ينتشر بخفة”
قمرٌ فوق الميناء
قمرٌ مغبشٌ فوق الميناء، أضواءٌ مبهرةٌ خلف الأسوار، فوق الأرصفة، رؤوس الأوناش العملاقة عاكفةٌ فوق الصناديق الحديدية الملونة. لا يبدو من بعيد غير مقدمة السفينة.
تخايلُنا أضواء الميناء ونحن داخل “الميكروباص” المنطلق. تنهر امرأة طفلها لإخراجه رأسه من النافذة، يجلس الآسيويون في مقعد خلف السائق يتحدثون لغة غير مفهومة. تومض الأضواء في الخلاء الرملي، تبدو خيام البدو، وبهائمهم وأغنامهم. تتخلل الأضواء غابة النخل الكثيفة. يتناهى إلينا هسيس الهيش والبوص.. توقفت السيارة على صوت فرملة حادة ارتج الجميع على أثرها.. كان صف طويل من الأبقار والأغنام يقطع عرض الإسفلت مخلّفاً سحابةً خفيفةً .