ضحكة وأغنيتا جاز

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد مصلح

يلمس طرف أنفي وسادة من شعرها المعكرت عندما أميل ناحيتها لأخبرها شيئا، يصلني بعضٌ من الرائحة المحببة، فأميل لأذنها اليمنى - وألامس شعرها المعكرت - مجددا -أسألها: سانسيلك؟
تبتسم لي: لا، بانتين.

الضحكة الحلوة هي التي تحمل دون غيرها الكثير من التفاصيل الصغيرة، تجعيدتين على كل ناحية من فمها، تأخذ إحداها شكل برواز يؤطر طرفي شفتيها ثم ينكسر بحدة متجها نحو ذقنها، والأخرى تأخد شكل برواز أصغر بداخله مطابق للأول، يتقابلان في انحدارهما.

نتطرق بالكلام لاحقا عن كل “حاجتي اللي سايبها عندها، عندما أحب أحدا فإنني أترك عنده بعضا من تفاصيلي، مثلما “نسيت” طاقيتي عندها أول مرة، وأشياء أخرى. ومثل الرسمة التي ترسمها لي في بداية كل نوتة جديدة، وضحكة تحمل الكثير من التفاصيل، وأشياء أخرى، وأشياء أخرى..

*************

لم تتثاءب اليوم بعد أن فتحت عينيها وجلست على السرير مواجهة ضوء الفجر من خلال النافذة. صوتها – ومن غيرها؟ – ما زال يرن في أذنها، الصوت الذي سيظل ملازمًا لها مدى الحياة، كانت تغني، نوعية صوتها لا تشي إلا بالغناء، حتى وهي تتكلم، ستظل تغني للأبد بالنسبة لها. تمر بأناملها على أذنها اليمنى تحت شعرها الأسود لتتفقد شيئًا ما، الزهرة الحمراء الكبيرة ليست هناك..

*************

ترفع يدها اليسرى لتستند بكوعها على المنضدة الخشبية، عروقها الزرقاء تشكل وشمًا – متعرج الحواف – على ذراعها، نقطة ماء وراء أخرى تقع على ورقة بيضاء في نهار يومٍ صيفي لتشكل البقعة المطبوعة، وتجف هناك. لون البحر يليق بها؛ يجعلها أجمل تحت الضوء الخافت. نرفع كأسي التيكيلا الصغيرين – لم نكن قد شربناهما قبلًا – في نخب البؤس.. نضحك.

 

 

 

مقالات من نفس القسم