صمت مطبق

موقع الكتابة الثقافي art 14
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد جلال

غريب ان يشعر المرء كما لو أنه قد استيقظ فجأة من سبات عميق، كيف لم يلاحظ تلك التجاعيد التي زحفت على وجهه، ولا ذلك الشيب الذي غزا رأسه، حالة من الفتور جثمت على قلبه، لم يعد هناك ما يبهج، ولا يحزن، هي نذر الموت لا ريب، ذلك الشبح البغيض الملوح بمنجله في نهاية الدرب المظلم.

تملكه شعور خانق، رغبة ملحة في الهروب الى الخلاء، حيث لا احد، التقط مفاتيح سيارته و انطلق مسرعا، لايعلم الى اين، خطر له ان يعرج الى الصحراء القريبة، في دقائق كان هناك، هرول الى قمة الجبل، تعثرت قدماه و تغضنت ملابسه،، لم يكترث، خر راكعا على ركبتيه و شخص ببصره الى السماء، اعترته رهبة غامضة، صمت مطبق يلف الكون، السماء ساعة الغسق حمراء دامية، والغيوم بدت كما لو انها قطعان من الأغنام تساق نحو المجهول، المنظر عجائبي تماما، وكأنه لوحة سيريالية لسلفادور دالي، حدق في الأفق، ثبت عيناه على نقطة غير محددة، رفع يديه بالدعاء، لا يعلم بما دعا و لمن، فقط تمنى ان يتكشف له سر هذا الوجود، اقشعر جسده وترقرقت عيناه بالدموع، همس بقلب خاشع:

يا…يا….حسنا.. حسنا.. لايهم، لم انا هنا في هذا الكون العبثي ؟ امنحني كشفا من عندك، لقد سئمت الحياة على هذه الاض، لم جعلتني كالبقرة تركض معصوبة العينين في مدار لانهائي، لا تعلم من فعل بها هذا ولم.

فجأة، شعر برفرفة محببة حول اذنيه، أصوات شقشقة ملائكية دنت من رأسه، ها هي البشارة قد حلت، آن للضباب ان ينقشع، شعر بملمس شيء دافىء على جبهته، تهللت اساريره و تلمس جبهته ببهجة عارمة، وضع اصبعه على موطن الدفء، ثبت نظره على اصبعه، فاذ بالبشارة قد استحالت زخة براز ابيض من عصفور بري شارد.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون