أعرف عنها أكثر مما تحتويه مكتبتى أضعافاَ ولا أمّل الوقوف فى المكتبات أقلب فى الكتب وأتفحصها. أستطيع التعرف على شخصية الكاتب من مكتبتة وليس من الكتب التى قرأها أو الكتابة التى أنتجها. كيف وضبها وصنفها ورتبها ؟ ما هى أختياراته من الكتب التى يضعها دائما قرب يدة أو تحت مخدتة أو بجانب التلفزيون فى الصالة أو فى شق مصنوع خصيصا فى الحمام؟ ما هى االطبعات التى يحتفظ بها ؟ما هى الكتب التى حصل عليها من دار النشر مباشرة أو من معرض الكتاب أو أعياه الامر فأشتراها من إحدى المكتبات الكبرى؟ أظن أنى سأكتب كتابا عن الكتب على غرار كتاب تاريخ القراءة لألبرتوا مانغويل. ذودنى هذا بخبرة لا بأس بها ومن أرض وسط البلد كونت خبرة المتابعات للفاعليات الثقافية المختلفةوترافق ذلك إزدياد دور النشر والكتبات وصلتى الجيدة بهم، هذا ما حدا بأصدقائى أقتناعهم بأن وصف الناشط الثقافى ملائم لى. ما يراة الكثيرون أن دور النشر أصبحت كثيرة وكذلك الروايات بالتبعية ، هؤلاء لا يرون المشهد بالكامل ولا يعرفون أن السوق والتجارة جزء من هذا المشهد رضينا أو لم نستسيغ الامر وهناك مبدأ هام فى السوق يقول أنه لولا تنوع الاذواق لبارت السلع ، والكتاب فى صورتة النهائية على رف المكتبة هو سلعة ، والكثرة التى يلومونها تشبع تنوع الاذواق ، بمعنى أدق تشبع جمهور القراء. قارئ الصدقة أو القارئ العادى كما أحب أن أسمية أحتياجاتة من القراءة مختلفة عن تصورات المثقفين ولا تتأثر بآراء النقاد أو حتى متابعات الصحفيين . من ضمن مشاكلنا فى سوق النشر أنه لا يوجد لدينا إحصائيات كافية نستطيع أن نحكم أو نحتكم اليها فى أى شئ يخص أمور النشر وبذلك لا نعرف حجم السوق ناهيك بعدم معرفتنا بالقارئ نفسة. بناء على خبرة متواضعة أستطيع أن أطمئن الى نتيجة أن علاقة القارئ بالكتاب علاقة عاطفية بالاساس ، فمن أول نظرة للكتاب على رف المكتبة الى دفع ثمنه على الكاشير . القارئ فى الاغلب لا يعرف الكاتب – إلا إذا كان شهيرا بدرجة تكفى – وقليلا ما يعرف دار النشر- إلا إذا قامت بواجبها بشكل صحيح فى النشر والتوزيع-، لا تتعجب فى قول أن شكل الكتاب وتغليفة والعنوان وما الى ذالك يجذبة أكثر من القيمة الادبية للكتاب ، هذا إذا كان القارئ العادى بعيد عن دوائر المؤثرات لوسط المثقفين. حتى الان لم يدرس أحد هذا القارئ العادى، الخارج عن دائرة المثفين ودوائرهم الديقة.هذا هو القارئ المستهدف أدبيا وتسويقا. نتصور أن الكتابة عن الجنس تعجبة أو الكتابة الساخرة تستهوية أو نضمن البست سيلر بالكتابة البوليسية له. هذة أتجاهات عشوائية تصيب أحيانا وتخيب أحيانا أخرى . أحتياجات القارئ من الكتب ليست مهمه الكاتب و قد أغالى فى القول أنها لا تعنية ، هى مهمة الناشر و هذا أول خطأ يقع فيه الكاتب حين يتخلى عن أبداعة وراء عشوائية السوق الحاصلة الان، وهنا يحدث الخلط وضررللكاتب ، وإنصافا للأمر الناشر لا يقوم بما علية من متطلبات تسويقية ودعاية للكاتب ويجد الكاتب نفسة مضطرا لها . المشكلة الاكبر هى عدم وجود أدوات أو آليات لتوزيع الكتاب على نطاق واسع يضم مصر كلها على الاقل وليس وسط البلد ومنافذ التوزيع القليلة مضمونه البيع. هذة المسئولية تقع على السوق والمتسبب فيها العشوائية والفوضى التى تعيشها منظومه النشر. عندى إيمان بأنة ليس بقلة القراءة ولا عدم رغبة الناس فى القراءة ولا فى الكفر بالقراءة ولكن فى عدم وصول الكتاب الى الناس ولهذا لم يتكون قارئ نعتمد علية ثقافيا و تجاريا ، ولا تعنى جملتى الاخيرة أنى أقصد أنه غير موجود كما يحلو للكثيرين ترديد ذلك ليخفوا فشالاتهم الادبية. بل أعنى عدم وجودة أو تكوينة بالشكل الذى يساهم فى صنع منظومة نشر سوية محترمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قاص مصري
خاص الكتابة