“شقي وسعيد”… قصة اغتصاب وطن

شقي وسعيد
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ابتهال الشايب

تعتبر رواية “شقي وسعيد” هو العمل الروائي الرابع للكاتب المصري الحسين عبد الرحيم، والتي صدرت عن دار خطوط للنشر في 2021.
تبدأ الرواية بوفاة والدة الحسين، ثم يأخذنا إلي الماضي وهو مازال طفلًا رضيعًا في لانش يتجه بهم هو وأسرته وعدد من أصدقائهم بعيدًا عن بورسعيد خلال حرب 1967، تنتقل الأسرة إلي مدينة طلخا، تحديدًا في (حارة سعيد) وتمر الأعوام، ويقابل جارته أم هاشم تلك الفتاة التي تتعرض للاغتصاب من قبل ممدوح الكواء، فتضطر أن تلجأ إلى الانتحار، يهاجم الحسين الشعور بالذنب؛ لأنه لم ينقذها، بالرغم من إنه يعتبر شاهدًا على هذه الجريمة، يتزايد شعوره بالحزن والندم والاشتياق إليها، يعود إلي وطنه، يكبر، ويرى والدته أمامه في ثلاجة الموتى.
يمر الكاتب على مواقف الأم، تلك المرأة القوية المكافحة التي تحرس “أسبتة” الفاكهة، وتبيعها، لم تعطيه الحنان الكافي لانشغالها، ولهذا نجده يطلق عليها (الصديقة)، فهي مجرد صديق يساعده، ويحميه ويرافقه.
تتخلل الرواية العديد من التخيلات المتكررة للبطل، وهو يمسك بالبلطة، أو يتذكر أم هاشم بجسدها الفاتن كإسقاط على الوطن الذي اغتصب، و لم يستطع إنقاذه؛ لصغر سنه وضعفه.
عرض لنا السماء والأمطار وبعض الجيران، الوصف لا ينتهي، نجح الكاتب في رصد بعض التخيلات التي تدل على التخبط وعدم الاستقرار، أزعجتني بعض الشيء؛ لأنها أصبحت زائدة عن الحد، وتنميت أن يهتم بأمور أخري، انتظرت أن أراه سعيد ولو بشكل قليل خاصة عند عودته لوطنه لكن دون جدوى، الفكرة بأكملها انصبت فقط في حادثة أم هاشم، تلك الرمزية التي تكررت كثيرًا في أعمال أخرى. اللغة جائت موفقة وسلسة في الانتقال بين الأحداث، فأنت تعبرها دون أن تشعر، قدم ذلك بطريقة غير مباشرة.
هو شقي بالفعل نتيجة الماضي الذي لن ينساه، وسعيد بأشياء أخرى تجاهل ذكرها، الأحداث صادقة وقريبة قليلًا من حياة الكاتب الذي مازال يخفي عنا الكثير

مقالات من نفس القسم