شذرات يزهر فيها العدم

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : آسية السخيري *

سقوط

 

سليلة مدينة السقوط أنا

والبركان الغافي تحت قدمي

ناره تذكي شهوتها للقرابين المقدسة

ميتة أنا

لذلك لا أراني أرفل في بياضها

 

سرطان

 

السرطان يلتهم الأغاني

والغربان الناعقة

دخان متوحش

ينهش زرقة سماء مدينة الخيانات

 

جراد

 

كما الغيمة

تجدل ضفائرها

سماوات سبع تتخبأ في عقدة منديل جدتي

المتفتق عن شهوة مسلوبة

تحضن عنتا حرقة طفلة سني الرماد

المرتقبة أن يفك جراد الإفك قبضته

عن جيد مدينة تـ…تـ….ر…..نح

 

قحط

 

لا شيء يمنحك وجهه

الطريق الملتوي لا نهاية له

والأشجار على جانبيه تلوح لك بأياد مبتورة الألوان

أن تطلعي إلينا

إننا نرى خضرتك اليانعة

 

قهر

 

ممنوعة من الحياة

أشيد قصري صخرة صخرة

ثم أغرس على جانبه الأيسر

شجرة سرو

يستجير بظلها العابرون

 

قحط (2)

 

مفترس هذا الثقب الأسود

الذي تتقوقع فيه روحي

وما من أبجدية شافية

تقدر على حكيه

 

بياض

 

كي لا أسقط

اتفق معي على أن أنسجم مع كل هذا الظلام الدامس

كلما أخرج لي الظلام لسانه

مددت له يدي بيضاء

 

سرطان (2)

 

لا تبعثر فرحتي المنهكة

ذاك الطفل البديع ما زال يرفس في حمأ وجيعتي/ ك المسنون

يترجاك أن تنشب الأظافر الشاحبة في “السرطان” المراود لحلمي البريء

 

قبلة

 

أتنفس رائحتك على ذؤابات روحي النازفة

ما زالت آثار قبلتك تربكها

بخفين من ضوء تسري قاطعة البحار والجبال والصحاري

 

صمت

 

أيها المبعثر في ذاكرتي

كم يلزمني من موت

كي تشف عن أسرار الكون

اللائذة بمملكة صمتك

 

بياض (2)

 

سأجعل منك معلمي

لكن قبل ذلك، لا بأس من أن أسألك

أن تمد لي يديك

كي أرى بياضهما

 

همسة

 

واحد… اثنان… ثلاثة………. سبعة

أسري ملء خطواتي المهيضة إلى الأعلى

أهمس اسمه

في أذن السماء

ثم

أ

ت

دحـــــ

رج

 

ارتعاشة

 

هو

ال

م

ا

ء

عندما يرتدي جسدي/ه

ويغدو ارتعاشة الكون البكر

 

معراج

 

هذا طريق

ستدمي جسدك أشواكه الضارية

بيد أن عطاياه التي لا تفنى

ستمنح روحك سلما يعرج بك إليك

 

انبثاق

 

أرقع حلمك بالألوان المستترة

كي في شرنقة الكلمات

يشف قوس قزح

عن اسمي المكنون

 

صحو

 

مثخنة أنا بالصحو

يا سيدي

وكل صرخات الأرض الموؤودة

تنتهك ضحكة عصفورة التيه

 

صلاة

 

المدينة المهجورة

تغتسل بالدم الشفقي

مثل ناسك…

المدينة ستعتكف بعد هنيهة في محرابها

كي تصلي للأنام

 

لقاء

 

الصداع يلتهم الكون

وأنا يملؤني الرعب

من ذاك الثقب الذي ينظر إلي بعيون من دماء…

الجدار سينهار بعد قليل

وأنا لم ألتق بعد بأبي

 

ضحكات ضائعة

 

أنا لا أرى في وجوههم

أنيابا تقطر صديدا

لكن ضحكاتهم التي ترن أحيانا بمنتهى الفوضى 

تهوي من السماء

بعيدا… بعيدا… بعيدا

عن يدي الممدودتين

 

حياة

 

كم هي قاصمة

تلك الهوة

التي، مرغمين،

نعدو نحوها ملء نسياننا…

كم هي افتراء

هذه الحياة

الـمشرعة فوهتها أبدا على العدم

 

تفاحة

 

الموت خطيئة حواء

أهدته زعافا،

عندما ضاقت بها الجنة،

إلى الذي انبجست، ذات لحظة سهو،

من روحه العوجاء

ـــــــــــــــ

* شاعرة من تونس

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project