وأخيرا
ها نحن ذا
نجلس صامتين
كصديقين حميمين
قالا كل ما يجب أن يقال سابقا
أو
لم يقولا شيئا
لأنهما
يعرفان مسبقا
كل ما يريد الآخر أن يقوله
ها نحن
نراقب نهاية العالم
بطمأنينة
من يراقب الغروب
ويبتسم
لأن الشمس
ستشرق مجددًا
في اليوم التالي.
هانحن
كطفلين أتعبهما اللعب
كجندين أنهكتهما الحرب
كعجوزين عشيقين
وصلا إلى الضفة الأخرى من الحياة
وما عاد هناك ما يحاربان لأجله .
ها نحن
أخيرا
نجلس بجانب بعضنا
بقلوبنا
الممتلئة بالشوك
المتبقي
من أثر الورود
التي كنا نغرسها
بكل ود
في قلوب بعضنا
لنرقع
ما أحدثه الرصاص
الذي لم نكن يوما هدفه
بل كان يعبرنا دائما
ليصل إلى هدفه.
ها نحن
الذين لطالما عشنا دائما
كأكياس الرمل
بين فصيلين متحاربين
وحين كان يفض الرصاص قلوبنا
لم يكن أي من الفصيلين
يبكي علينا
ها نحن
الذين كنا نبكي دائما
بالنيابة
عن كل الذين كان يفترض بهم
أن يبكونا
أن يبكوا علينا
وأن يكتبوا قصائد طويلة
غير صالحة للنشر
في رثائنا
لأنها محاولتهم الأولى
لكتابة الشعر
أو لأن حزننا
الذي خلفناه
ما كان ليسكن
إلا حين يكتب شخص
– لا علاقة له بالشعر –
شعرا من أجلنا
ها نحن
الذين بكينا من أجلنا طويلا
لأنه ويا للأسف
ما من أحد خلفته هذه الحرب
ليبكي علينا
نحن الذين أمضينا حياتنا
نبكي الجميع
ننعي الجميع
ونكتب قصائد رثاء
نقرأها
في مراسم الدفن
لتلتئم أرواح الجميع
وتتفتت أرواحنا
ها نحن أخيرا
نجلس على حافة العالم
مشبكي الأيدي
بسعادة
طفل وطفلة
قبلا بعضهما
للمرة الأولى,
ونحن نقول في سرنا
هكذا إذًا
تكون النهايات
هاهي النهاية أخيرًا .