شتاء

شتاء
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمود فهمي

تركت أصدقائى بالمقهى يواصلون جلستهم التى اعتادوا عليها كل مساء. كانت آثار المطر الذى توقف منذ لحظات تظهر فوق الأرصفة وهواء شديد يحرك الاشجار على جانبى الطريق.

 كان بائع الجرائد الذى يفترش الرصيف يلملم بضاعته. ألقيت عليه التحيه فردها بابتسامة متعبة، بحثت فى جيبى عن نقود كانت تكفى لشراء جريدة الغد ناولنى إياها فوضعتها تحت إبطى وواصلت السير واضعاً يداى فى جيوبى. بعد خطوات أخرجت علبة السجائر. كانت بها فقط سيجارة وحيدة أخرجتها واعتصرت العلبة الفارغة بكفى ثم قذفتها فوقعت فوق بركة مياه صغيره فى منتصف الشارع . لم يكن معى ثقاب. استوقفت أحد المارة لم يكن معه ثقاب لكنه ناولنى سيجارته التى كان يدخنها فأشعلت سيجارتى. أعدت اليه سيجارته التى كانت قد قاربت على الانتهاء اليه وشكرته، فرد فقط بهزة من رأسه .

فى شرفة عاليه كانت سيدة تجمع الملابس من فوق حبال الغسيل بشكل متعجل. الشوارع خالية إلا من بعض السيارات التى تأتى مسرعة فيصيبنى نورها العالى بالزغللة. وتبعثر مياه الامطار التى فى الشارع والتى تطول حذائى وأسفل البنطلون.

كانت بى رغبة فى السير الا ما لا نهاية . كنت مستمتعاً بالهواء البارد الذى يشعرنى بالانتعاش. عندما وصلت الى الميدان الكبير رأيت فى منتصفه فتاة لم أر مثيلاً فى جمالها كانت ترقص على موسيقى لا أعرف من اين تأتى كانت ترتدى ملابس شفافة تكشف عن ذراعيها وكتفيها الذين ازدادا جمالاً تحت ضوء القمر كانت تدور وتدور وهى لا ترانى ولكن حين رأتنى واقفاً أنظر اليها من ركن بعيد فى الميدان نظرت إلى واختفت . جريت الى المكان الذى كانت فيه درت حول التمثال الكبير الذى فى وسط الميدان لم أعثر عليها ظللت انظر الى فى كل الاتجاهات لكننى لم أعثر لها على أثر . جلست تحت التمثال الكبير منتظراً عودتها لكنها لم تظهر . كنت أجىء كل مساء فى نفس موعد ظهورها فى تلك الليلة وانتظر الى ان تشرق الشم على وانا نائم تحت فوق الرصيف دون أن تأتى .

وذات مساء وكان المطر غزيراً وقد بلل شعرى وملابسى وبعد أن عبرت الجسر الممتد فوق النهر وعبرت أشجار الغابة البعيدة لأصل الى بيتى الذى يقع خارج المدينة وبعد أن فتحت الباب اذا بى أجد البيت مضاء بشموع كبيرة موضوعة فوق المنضده وبجوارها زهوراً من كل لون كان البيت يسبح فى موسيقى لا أعرف مصدرها تجولت ببصرى فى المكان وفى أحد الاركان وجدتها جالسة أمامى كانت أكثر جمالا وبهاء من المرة السابقه .  نظرت الى فسرى الدفء فى جسدى تقدمت اليها وبعد خطوات كنت أقف أمامها مدت الى يدها وفى اللحظة التى مدتت يدى اليها ارتطم الشباك المفتوح بفعل الهواء القوى ففتحت عيناى كان الفيلم الذى أشاهده قد انتهى والستارة تتحرك ومن خلفها يبدو الضوء الواهن لبدايات النهار

السبت 4/1/2014

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون