عمر غراب
هَلْ سَرَّ عَيْنَيْكِ هَذَا المَلْمَحُ العَادِي ..
أمْ نَبْرَةُ الصَّمْتِ لمْ تَنْفكّ ابْعَادِي /
هَذِي المَرَارَاتُ مُلْقَاةٌ عَلىَ شَفَتِي :
مِنْ أجْلِ تَخْييلٍ وَ ارْهَاقٍ وَ أوْغَادِ ـ
نِصْفُ ألبَرَاءَاتِ أخْبَارٌ مُزَيَّفَةٌ ..
تُجِيدُ إرْجَاءً وَ إخْلافاً بمِيعَادِ /
حَقيقةُ الأمْرِ أنَّ اللّيْلَ حَالفَها :
تَفَتَّتَ الحُلْمُ ذَرَّاتٍ لأوْرَادي ـ
مَا أنْتِ إلا مَآلٌ نَافرٌ أبَدَآ ..
نَحَّيْتِ بالصَّمْتِ امْعَانِي وَ آحَادِي /
أينَ السَّفِينةُ مَنْ أجْرَىَ حَرَائقها :
وَ جَفَّفَ النَّهْرَ إيِذَانَاً لإنْشَادِي ـ
سِتُّ الجَمِيلاتِ احْسَاسَاً فمُدْهِشَةً ..
جَاءَتْ تُخَاطِرُني أنْسَاقَ مِيلادِي /
قَدَّسْتُهَا وَطَنَاً يَنْسَابُ فِي دَمِها :
حتىَ أُكَلِّلُ نَايَاتِي وَ أعْيَادي ـ
ضَرَاوَةُ الوَقْتِ تَعْرُونِي بلا حَذَرٍ ..
لأنّهُ الحُبُّ لمْ يَعْبَأْ بأكْبَادِ /
لمّا أتَيْنَا صَلاةَ الحُزْنِ رَافَقَها :
نَبْسُ التَّمَنِّي إلىَ سَاحَاتِ أشْهَادِ ـ
شَقيّةُ العِطْرِ تَنْسَانِي علىَ مَهَلٍ ..
تَذرُو البَسَاطةَ مَا يُغْرِي بامْدَادِ /
فَزَادَها المَنْعُ إيرَاقاً وَ تَرْويةً :
مَلِيكَةٌ كانْبِثَاقِ الفَجْرِ بالكَادِ ـ
نَحَتُّ فِيكِ غِنَائي شَيّقَاً ذَهَبَآ ..
رَاقَ الصَّبَاحَاتِ اشْرَاقَاً وَ حُسَّادي /
فَرُحْتُ أسْألُ أيَّامِي متىَ لُغَةٌ :
نُبُوءةٌ عَذْبَةٌ فِي سَيْفِ جَلَّادِ ـ
أسْكَنْتُ صَدْرَكِ فيهِ مُنْتَهَىَ أمَلِي ..
تِلْكَ المَسَرّاتُ لنْ تَشْقَىَ بِاسْعَادِ /
وَقَفْتُ عُمْرِي شَرِيداً كُلَّما نَظَرَتْ :
فَأغْلبُ الظَّنِّ أنَّ الرِّيحَ عُوَّادِي ـ
أبيّةٌ أنْتِ لا تُبْقِين مَوْعِظَةً ..
شَفِيفَةَ البَالِ تَرْعَاهَا بأوْتَادِ /
ثمّة زَوَايا رَنَتْ تَحْتَاجُ رَائعتي :
صُوني غَرَامَكِ عِنْدِي رَوْعَاتِ إخْلادِ ـ
وَ حَالةٌ مِنْ جنُونِ الشِّعْرِ أنْزِفُها ..
لقَلِبِكِ الفَذُّ نَوْبَاتٍ كَإلْحَادِ /
بَوْحُ العيُون الّذِي غَادَرْتُه زَمَناً :
مِلْحَ المُثَنَّىَ فَمَا أحْرَاهُ إفْرَادِي ـ