حيث الزبائن المتعطشين
أحلم بالأوراق النقدية الكثيرة
التي ستدرها عليّ تجارة الأصدقاء
وأقول: يااااا ربي أين غاب عني هذا المشروع العظيم!!
أفكر أيضا أن أرسل السجائر للمتابعين
وقطع الشوكولا للمتجسسين
لن أبتلع صندوق بريدي
ثمة رسائل خشنة الملمس
من أشخاص ثقلاء
في الغالب لا تربطني بهم صلة
غير قرابة الفيسبوك
أضف إلى ذلك أنها قرابة فيسبوكية بعيدة جدا
لكننا نبقى من دم أزرق واحد – أردد لنفسي –
وهذا مفزع!
لا تقربوني
أنا “برّاويّة” ومشوّكة
وأغلب الوقت أنا مجرد قنفد منكمش
يشغل وقته بعدِّ نقاط دم أصابع الآخرين على جلده
يحدث أن أعود امرأة
ولكن هذا نادر
رغم ذلك بإمكاني الوقوف على شرفة البيت
متظاهرة أني أبصر حقا آخر الشارع
أركز على نقطة المنعطف
ليظن الناس أن أحدهم أخيرا سوف يخرج من هناك
سيرفع رأسه إلى الشرفة وسيلوّح لي بيده
ومن جهتي سألوح له أيضا
بفرح كبير.. وانفعال شديد
للحد الذي يجعل ملاقط الغسيل التي أشد عليها
داخل قبضتي تكاد تنكسر، تنغرز داخل لحمي
ولما تؤلمني
أنتبه أني كنت أؤرجح حبل الغسيل
بينما المنعطف مظلم
الشارع فارغ
وعمود الإنارة الوحيد
في الجهة المقابلة
خافضا رأسه ومطفئ
أنشرُ صوري على الفيسبوك
وأتذكر أبي وهو يصرخ بأمي
أن لا تنشر “الكيلوتات” النسائية
وحمالات الصدر
في فناء البيت المكشوف
أصدقائي لطفاء
يسمحون لي أن أنشر ما شئت من غسيلي
يحشون رأسي بكلمات الإطراء
ويبدو شجاعا أن أصدّق ذلك
أرمي الورود لصاحب القصائد
كتعبير عن أسفي وتعاطفي
وأرسل القُبلات الالكترونية السخية
لصديقات يكرهنني
أنصب خياما آيلة للسقوط
في صفحات رجال وسيمين
يفتحون قريحتي بصورهم
ويؤلمونني بصور حبيباتهم
أفكر قبل النوم أن أكتب عن كل واحد منهم
كتابا خاصا
كتب كثيرة جميعها بعنوان واحد:
” تِحبِّني يا خويا؟ “
أدخّن برؤوسكم ورئاتكم
ألعب مع أولادكم في الصور
خلف حوائطكم
أدخل بيوتكم
-لا أخلع حذائي-
آكل من طعامكم
أستلقي على أسرّتكم
أساومكم على محادثاتكم السرية
أشتمكم وألعن الساعة التي أضفتكم فيها
كلما صحوت ووجدت نفسي محشورة
في مجموعة طبخ أو تسوّق أو..
أبكي كثيرا
كلما تحولت صور بروفيلاتكم
إلى مربع أسود
ولما تقعون في حبّ بعضكم
-بتلك السريّة المكشوفة-
أكون في الغالب
أنا الجمهور..
إذا اشتدّ بؤسي
وكلما خسرتُ حبيبا الكترونيا
أسلّي نفسي بسيلفي
كي تغمروني بالحبّ -بدل الضائع-
سيلفي
بينما حرائق القلب تشتعل خلفي!