ما زلتْ
تخلِّين للصباحِ فرصةَ التسللِ إلى حافة الطاولة
بقيةٌ من جسدٍ
وحروفٍ تحاول كشفَ العلةِ / والصعود.
صباحٌ بارد
للشمسِ مذاقٌ مختلفٌ ولونٌ حليـبـيْ
وما زلتِ
ترسمين في الفراش حُلماُ صاخباً وأمنية
وعناقيدَ سكرٍ لأيام رسمتِها على الحوائط والسقف
وحلوى في أعلى الدولاب.
2
نهايةُ الحكاية
يتعلقُ حرفانا إشارةَ تعجّب / ينزلان
للسطر حفاوة
وللحبر مذاق الحلم.
نهايةُ الحكاية
للأمنيات
سقفٌ مستعار
وللغدِ
لم تكفنا النقتطان
فأبدلنا اللون وردياً
والفراش
أفقٌ يعاندنا الوصول / لنَصِل
/ وما /
نخطفُ الليلَ في بابٍ مغلق
مذاقُ شفةٍ في ماء
وإنزلاقُ عسل
همسٌ ما زال
ليلٌ يقفُ خارج النافذة ينتظر صعودنا
انكشاف النور أبيضاً عن سقف عال
كأنه الحكاية لتبدأْ.
3
بياض
أول الدرب نور
آخر الدرب نور
أنتِ دربٌ لا يقف.
صورتي واحدة
لا ظل لي
لا شمس تداري عيوننا
لا حصى لمشاغبة انحناء الطريق
فالخرائط غريبة / ملونة
والأسماءُ نامت في أيدينا / نامت
دسّت أسئلتها في تحايا العصافير
وهمهمت في الحرش قبّرة:
أمض/ أمض/ أمض.
4
مخافة إضاعة الوقت
في جيبك يسكن بعضاً منها
تسرب قبل رحيلك.
ربما جنح في زيارة قبلي
أو لقاء شوق
حديقةٌ تقنع الزائرين بمنعة الظل
دون زقزقة
أمّا ما يذهب فيك من عيون
تأخذ / لا تنتظر
مخافةَ إضاعة الوقت
تسبقك إلى حافة الحجر
تختارُ كيف تجلس
كيف ترسم كلماتك.
/ لا تنتظر/
بائعُ شايٍ وقهوةٍ يسلبكَ ابتسامة
بائعُ مناديلٍ يعري يديك
بائعُ وردٍ يكشفُ جيبك
تتسربُ حبات الرملِ أسفلَ الكرسي الحجر
عائدة لدورتها
يقذفها الممرُ بعيداً
للإسفلت / عالقةً في جرح إطار
/ لا تنتظر/
مخافة إضاعة الوقت
يعبرك الممر سريعاً
ويقفُ عند الباب موارباً ابتسامة.
طريق المعرفة
لا كلمات لتكونَ الظَّل إليك
لا ظُلمةَ لتعبر الحلمَ
ولا أنـا
لأصْرخ:
من أيِّ الدُّروب ؟.
كيفَ رسمت وجوهنا بك ؟
وقلتَ في عيوننا نظْرتك ؟
ومن أيِّ الحروف صغتَ اللَّغة لنقولك في العَلَن ؟.
أيَّـها الشريف
يا نسْلَ آباءٍ قتلوا الصمت بالأولاد
ورسموا على حوافِ الأيامِ ألوان جباههم الرَّطبة.
أيها الشريف
الذَّئب في لوننا أكثر دُكْـنَة
والماشي في أصلابنا لتوازي الأرض.
في أيِّ المفارق غادرتْنا بناتُك ؟
فلم يعد للنهار نجمٌ يدلُّ الليل إلينا
ولا عجائز لتحكي الصغار
ولا جمرات تقتل سأم الشتاء بالفرقعة
ولا أن ننام لنُخرج للصيفِ خبيْئةَ الدفء
ونرمي في وجه الخريف صوتاً جديداً زاعقاً
ومـعانداً تحليق العصافير.
يا قامةَ النخيل
لنراك كل يومٍ في طريقِ البحر
نودِّعكَ على وعدِ الوسائد بالنـزول
نسفحُ مائك
ونهيلُ الطُّوب في رأسك.
من أيِّ الدّروب ؟
ستنزلُ يدكَ لترفع التراب عن شقِّ الماء
ليخنق مطرُ العامِ ساحتنا
ويرشحُ الملحُ في الورد
مصفراً في ابتسامتهن
أحمراً بعد السِّواك
داكناً في العيون
منبسطاً في الوجْنـتين
محفوراً في الجبـين
أبيضاً في الصّدر
طاغياً في اليدين
قوياً في الحلمِ.
يا قامةَ النخيل
لنعبر القمر إليك
ونفاجئك تواعدُ توتـة الجيران خلف سور المدرسة
تغريها بالجريد
وتجّرك بمذاق السُّوادي.
أيها الباسق
لتزور أسرَّتنا الباردة
وتُعلِّم عند أقدامنا حُضُورك
أيها النبيل
لتسرق حبيباتنا منّا
وتزرع فيـهنَّ مسرَّتك
أيها البهي
وتشعلُ في ظلامهنّ أصابعك
أبداً.
من أيّ الدروب ؟ / أصيح
تاهت عيوني أراقبك
وتبدّل جلدي مراتٍ قبل أن أعْلقَ بثيابِ العرَّاف الأخير
ويهمسُ في فمي علامَتَك.
أصيح:
متى
تـتـعلمُ الليالي الزقزقةَ باسمك
وتخبرنا قطرة النّدى أنها ستـتأخر للغد
مخـافةَ الطّراوةَ أكـثر
فـأنت سـتأتي.
ومن أيّ الدروب ؟
علَّمناها لأوقاتٍ بكل الصغار
بكل الألوان كي تبتهجَ فيها الفصولُ على مواعيدك.
ومن أي الدروب ؟
رسمنا أبوابنا مشرعةً لتدخلَ كيفَ تشاء، خلفها تركنا شعور الصبيّات منثوراً
كأبهى ما تكون القصيدة.
فمن أي الدروب ؟
نعبر الخندق إليك
وندسُّ في جيبك صورتنا الجماعية على حدِّ البحر
نفجر فيها أسناننا
وشعورنا كما تريد الريح.
فكيف ترسم الدروب ؟
كي تصلك الصحف والرسائل
دون طوابع
وعناوين.
فتيات التيـشيرت
42oC
لا منْ يرافقُ جنون الظهيرة
يُنازل الشمس كرفيقٍ حميم
والجميلاتُ يخفن العرق
ومذاق الرّطوبةِ الحاد، متسرباً دونَ تردّد ِ/
ولا خوف من لوحةً سريالية
تبدأ عند 42 مئوية.
ليـالـي
الرُّطوبة لا تنتهي في هروبنا للماء
والليلُ في حضورِ المصابيح
نهارٌ لزجٍ
وعائلةٌ تختزلُ الإنزعاجَ في تسريبِ الصغارِ بإتجاهِ المراجيح
صغيرةٌ تواعدُ وهجاً في فستانٍ قصير/
ولا خوفَ من اضطراب الهواء
في صورةٍ تظهر واضحة.
شوارع
تشتهي خطواتنا
الشوارع
تسربُ الظلَّ بعيداً في الحوائط
تستفز مسامنا
في الإنتشار
في لملمةِ ثيابنا
في فقد لقاءِ المساء /
ولا خوف من مفاجأة
كأن يخطف عصفورٌ صباحي الشمس في غفلةٍ من حرّاس الليل.
فتيات التيشيرت
يطغيْنَ في المشهد
في السؤال:
متى ؟
والسؤالِ:
كيف ؟
يقْطعْنَ الطريق عليكَ
يسلبنكَ خطوةً
ثم نظرةً
يخبرنكَ أنك غير جاهزٍ بعد
يبعدنك عن التمعن في ماركات الثياب
وأشكال الأحذية / المعكوفة
فتيات التيشيرت
يشْرعنَ بضاعتهن للمال القليل جداً بالجيوب
أو الإشتباك عند حافة البحر/
ولا خوف
فالصغيرات يدربن الحواس في غفلة العيون.
بطـيخ
تتكدس في الشاطئ
المراكب الخضراء
لا تسبح بعيداً
ينـز لحمها على جلودنا
وتقبعُ قلوبها حتى سهرتنا تكاسر الانعكاس الحاد في لمعة التتالي /
ولا خوف من مذاق الحموضة عند الظهيرة
فلن يستمر الليلة أكثر من دورة قمر.