سحب زرقاء.. قصص قصيرة جداً

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

بختي ضيف الله

عَبَث

سَأل (كَافْكَا) في رسائلَ طويلةٍ أن يُعِيرَه صرصوراً كبيراً.. لمْ يجبْه..

دخل بيته عنوةً.. أشعَل المصابيحَ، بحَث عنه، لم يجِده..
مَع مطلَعِ الشّمسِ، وجَده ملتصقاً أسفلَ حِذائِه ميّتاً..كَرِه التّجْربَة..

**

خِيَانَةٌ أَدَبِيَّة

نسَجَتْ لهُ نصُوصاً جَميلَةً دُونَ عَناوينِها، مَمتَحِنةً قلبَه..                         
السّيميَائيّ الذِي توسّدَ كُلَّ العَتَبَاتِ.. يَطرُقُ الأبوابَ باللّيل، ويَطرحُ الأَسئلَةَ بالنَّهارِ..يُجِيدُ الاِنزِيَاح..

**

مَقْطَع

وَضَعَتِ الحربُ أوزارَهَا.. لا يزالُ يَزحَفُ على بطْنِهِ، يتفَقّدَ خوذَتَهُ فِي كلّ مرّةٍ، يستَمِعُ لصَوتِ القنَابلِ..

أَخْبَرْتُه بنِهَايَة المشْهَد، لكنَّهُ لَا يَزاَلُ يحْبُو كَجِنّيٍّ، تَمِيلُ لهُ القلوبُ فِي أطولِ (رِيلز) علَى الإِطْلَاق..

**

قِيَامَة

فِي الغابةِ..هبّتْ ريحٌ قويةٌ، قَلعَتْ كلّ الأشجارِ.. خرَّبَتْ أعشاشَ الطُّيور..فرَّتْ كل الحيواناتِ، تجري دونَ توقّف..
-كيفَ للملكِ أن يقنعَهُم أنَّ الريحَ ستَهدَأُ قريباً..

 **

أَنْسَاق

كتبَ روايةً طويلةً..وَسَمَهَا  بـ (دفتر العائلة)..
أضمرَ خيوطاً  في سرده المكتظّ بالشخصياتِ..
ضاعَ ناقدٌ منَ (السحاب الأزرق) في متاهاتِها؛ عَيَّره بالتّبَوّل اللّاإِرادِي..

**

تَبَعِيّة

قَرأتُ كلّ صفحاتِه..تلَونْتُ بلَونِه..أَلُوكُ علكَه..
-ما أفظعَ الاجْترَار..

هَمَسَ صديقي المسْتَعربُ في أُذنِي:

-كَمْ (Book) قرَأتَ يا صاحبَ الـ(Face)؟

**
ضَوءٌ  هَارِب

أَخفَى جميعَ أوراقَ هويتِه عَنهمْ.. اِسْتبدَلَ عطرَه بعطرِهِم..طَمسَ أثرَ سَيرهِ..قُبِض عَليه في حَاجزِ مزيّفِ..

– ليسَ منَ السَّهلِ أنْ يُخفيَ العَالِمُ عقلَه..

 **

أُمنِيَة

يَعجِزُ زوجُها، تُهَيئُ لهُ كُرسياً متحَرّكا..تَذَهبُ بهِ إلى عِياداِت التجميلِ؛ تخلّصه منْ تجَاعيد الزّمَن، تزَينُه المسَاحِيقُ، والعطورُ..

ما أصْعبَ الانتِظَار! قدْ شَاَخ قلمُها؛ الكتابة تؤلمُ العَذارَى..

**

أَرْشِيف

رحّبَ به كلّ الموظّفين.. أجلَسُوه على كُرسيّه القَديمِ..
المديرُ  العامُ:

هَذا منْ يعْلَمُ كلّ صغيرةٍ و كبيرةٍ فِي مؤَسَسَتكم..
اِستَمعُوا لهُ حتّى ملّوا.. ثمّ تركُوهُ  يجْتَرّ صادرَه ووَاردَه..

**

موت

وضَعَتِ المدينةُ حجرا؛ وضعتِ المقبرةُ آخرَ..
كانتْ لعبةً متعبةً وشَاقةً، بينَ هزيمةِ وتعادلِ..
لم يَشْهَد أبي نهَايتَها؛ اِنسحَبَ في هدوءٍ، منتصِراً للحَقيقَة..

**

بَحْثٌ فِي الق ق ج

بحثْتُ  عن قصصٍ قصيرةٍ جدا من أمْرِيكا اللّاتِينيّة؛ النتيجَة: مِيسِي القَصِير.. دقّقتُ أكثرَ، أَضَفْتُ (الأَرجَنتِين)؛ مِيسِي أحسَن قاص.. حَذَفْتُ كلّ الكلماتِ، إلّا (دافيد لاغمنوفيتش) ؛ مَاتَ بالدّهشَة..

 **

رِوَائِي

وَجَدنا دفاترنا مفتوحةً..اِتهَمنا بعضَنا بالسَّرقَة..
في منتصفِ اللّيل، طارتْ حروفُنا، اِلتَهَمَها خَيالُه ، سَكَنَت قُبّعَتَه السّودَاء..

 **

هَوَانٌ

أَرسَلتُ إلَيهمْ رسالةً مشفّرةً خوفاً منَ العدوّ:

صاحبُ (العلامةِ الزَّرقَاء) إرْهـ . . . ـابي خَطِ . . .ـيـر..

رَدُّوا عليَّ  بوُجوهٍ غاضبةٍ حتَّى نسِيتُ حُروفي منَ الخَوف..
أمّا هُو فعيّرني بِسـَ . . . لَسِ الكـَ . . . لَا..م..

 **

 مَحَلّيَة

تَناولَ متسوّلٌ (سَانْدويشَتَه) في هَدُوءٍ، اِتَّبَعّتُ  سردَهُ العجيبَ، يرّسُمُ شَخصيَّاتٍ وأحداثاً مرّتْ عبرَ خَيَالِي.. اِلْتـقَطْتُّ المَنَاديلَ الوَرَقِيّة التِي رمَاهَا علَى الأرضِ؛ كلّ فصُولِ روَايَتِي الطَّويلَة..

 **

خَيَال

بَعدَ ما اِسْتَيقَظَ من نومِه العميق، سأَلتُهُ عنْ دِينَاصُورٍ رَآهُ هُنَاك..
لَمْ يُجِبنِي..أَعَدتُّ طَرْحَ السُّؤال..اِنتَفَخ بسرعةٍ حتَّى أَصبَحَ مِثل البَالُونِ ؛ كانَ أَكْبَر بِكثيرٍ منْ قِصَّتِه..

……………….

*كاتب من الجزائر

 

مقالات من نفس القسم

تراب الحكايات
موقع الكتابة

المدفأة