غريبة جداً آلامُك
حين تشبه زعيقاً هارباً
من أفواه جراحاتك
محاولة تنبهيك ….
“احذر ، احترس !”
فأنت الغافلُ بكل إرادتك
أن وجوههم
التي هي مرآة أحزانك
تعكس بالضبطِ
عمقَ أو عمرَ تلك الجراحات
شيخوخةُ الفرح
المتسكعة بوجدانك،
بسماتـُك الفاشلة تماماً
في تجميل أي تجاعيد بارزة بعيونك
يؤكدون أنك في حاجة
ــ بين دوشة الكون الأبدية ـ
لشيء هاتفٍ
ربما ليعزز إيمانك
بأن هناك سرٌ لتلك الحياة
وأنك أنت الضال !،
الرومانسي عادة
ــ صاحب القصائد الطويلة التي يسخر منها البحر ــ
والبحرُ شيخ عجوز يتقن العزفَ
علي كمنجات الروح المتسربلة
في أوتار الغروب.
والأمواجُ مخلوقات شفافة
كما التنهيدات
حينما تكون أنت معزوفة حزن
ستتركك تعبثُ كأيّ طفل شقيّ
بين سطور الأوركسترا
علي أن تقبل دائما بدور الضحية
في نهاية أي مسرحيةٍ تراجيديةٍ
من الطراز الأول
ولا يعني تصفيق الجمهور
بحدة
أنهم لامسوا آلامك
بل لأنك فيما وراء الروح المختبئة
تفاوضت مع جرح سجين
علي ابتسامة
في مقابل لحظة هاربة
من هذا الزمن
فعليك الانحناء بفخرٍ وابتسام
قبل أن يخفيك الستار عنهم وابتسم،
ابتسم كثيراً
كلما شقت تجاعيد عينيك العميقة طريقاً
أطول إلي قلوبهم
كساحرٍ قادرْ علي إدهاشهم ..
حتي ولو بأحزانك . !! ..
ـــــــــــــــــ
*شاعر من مصر