سأظلُّ أنهض

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 18
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مايا أنجيلو

ترجمة: نبراس الحديدي

ربما تحطُّ من مكانتي في صفحات التاريخ

بسخريتكَ وأكاذيبكَ الملتوية

ربما تمرِّغني قدمكَ في القذارة

لكنني

تماماً كذرات الغبار

أظلُّ أنهض.

هل استفزَّتكَ وقاحتي؟

لماذا تبدو مُثخناً بالهموم؟

ألأنني أختال وكأن آبارَ نفطٍ

تضخُّ في حجرتي!

تماماً كالأقمار ومثل الشموس

بحتمية المدِّ والجزر

كآمال ترتقي نحو العُلا

أظلُّ أنهض.

أرَغِبْتَ في رؤيتي محطَّمة؟

برأس مُنَكَّس وعينين منكسرتين؟

بأكتاف مُسبلة كقطراتِ دمع

وصرخات متألمة توهِنُ الروح.

هل أغضبتكَ عجرفتي؟

لا تأخذها بنيَّة سيِّئة

لأنني أضحك وكأن مناجم ذهب

محفورة في فناء منزلي.

قد تصيبني كلماتكَ في مقتل

أو تمزِّقني نظرات عينيك

وتقتلني كراهيتك

لكنني

كما الهواء

أظلُّ أنهض.

أتغيظكَ جاذبيتي؟

أتعجبُ

من رقصي كما لو أن لديَّ أحجار ألماس

في ملتقى فخذيَّ؟

من مغاورِ عارِ التاريخ

أنهض

من ماضٍ متجذِّر في الألم

أنهض

أنا محيط أسود، هادر متَّسِع

متدفق ومفعم بالغرور

أشق دربي وسط التيار

مخلِّفة ليالٍ من الوحشة والرعب

أنهض.

صوب فجرٍ جليٍّ بديع الإشراق

أنا أنهض

جالبة عطايا أسلافي الممنوحة

أنا الحلم، أنا أمل المُستَعْبَدين

أنهض

أنهض

أنهض.

…………………..

maya 2نبذة عن الشاعرة:

مارجريت آن جونسون، المعروفة باسم مايا أنجيلو (1928-2014)، شاعرة وكاتبة أمريكية، ناشطة في مجال الحقوق المدنية، أصدرت سبع سير ذاتية وخمسة كتب في مجال المقال والعديد من المجموعات الشعرية. تنسب إليها قائمة من المسرحيات والأفلام والبرامج التليفزيونية التي امتدت نحو أكثر من خمسين عاماً، وكانت تتمتع بحضور مهم في الثقافة والسياسة الأمريكية. حصلت أنجيلو على عشرات الجوائز، بالإضافة إلى حصولها على أكثر من ثلاثين شهادة دكتوراه فخرية.

عانت الشاعرة خلال حياتها من جميع صنوف الاضطهاد وعدم المساواة ضد الأمريكيين من أصل أفريقي. إن قصيدة “سأظلُّ أنهض” تعتبر بمثابة إعلان عن تصميمها للعيش ومواصلة النجاح رغم قسوة المجتمع، ودعوة صريحة للآخرين كي يرتقوا فوق مجتمعاتهم التي نشأوا فيها، حيث تسلط الضوء على مدى صعوبة خوض هؤلاء الناس الطرق الوعرة للفوز بحريتهم وقتالهم للاحتفاظ بها، وترى أنه لا يمكن التخلص من الكراهية والجشع نهائياً، لكن ذلك يجب ألَّا يمنع الإنسان من الارتقاء فوق المحن.

إن نبرة القصيدة أكثر عالمية مما تبدو، فالأمر لا يتعلق بقمع ذوي البشرة الداكنة على أيدي البيض فقط، بل يتعداه إلى مختلف مظاهر الظلم والإساءة، من تمييز بين الجنسين وغير ذلك من أشكال التمييز العنصري والعرقي.

مقالات من نفس القسم