رسوم وقصائد

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 14
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبير عبد العزيز

كيف اقترب الفنان العظيم حجازي من الشعر؟؟

هو من أحب بيرم التونسي فكان معلمه وقال عنه: "وجدتُ في أشعاره ما يشبه الكاريكاتير من تلك المبالغات الموحية والساخرة، كما في قصيدة ( العامل المصري) :

 

ليه أمشي حافي وأنا منيت مراكبكم

ليه فرشي عريان وأنا منجد مراتبكم

ليه بيتي خربان وأنا نجار دوالبيكم

هى كدة قسمتي.. الله يحاسبكم..  

 

 

 كان فؤاد قاعود هو صديق رحلة وكفاح حجازي وأقرب إنسان لقلبه وقد طافا مصر كلها في الستينيات لوصف مصر بعد الثورة بالرسم والشعر ونشرت هذه الأعمال في ” روزاليوسف, “” صباح الخير” وعبرت عن مجتمع جديد يتشكل وعن آمال كبيرة علي جمال عبدالناصر وتخوف شديد من غياب الديمقراطية..

فهاهي قصيدة ” الصدمة ” عن فترة النكسة ومعها رسم حجازي للوحة الموناليزا المصرية:

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 14

الصدمة

فؤاد قاعود    5 يونيو 1968

لو نزلتْ المحروسة ملفوفة القوام

أم العيون بنفسجى

من قصرها العالى و شاورت لى

لوحدى من دون الأنام

حأغض بصرى

و مش حرد السلام

علشان أنا من سنة

نفضت إيدى من الغرام

 

***

لو دندن البلبل بصوته الرخيم

و ضم عوده تحت جناحاته

و كنت أنا وحدى النديم

حأقفل ودانى فى وش أنغامه

و أهيل عليه التراب

علشان أنا من سنة

شفت الغنا كداب

 

****

لو أصطفانى المضحك المشهور

بلعبه و أتشقلب قصادى

حيطل من عينى الغضب

و مستحيل أبتسم

مهما المهرج هاص و زاط

علشان أنا من سنة

عرفت إن الضحك إبن العياط

 

****

لو خصنى الفيلسوف

بحكمته المحفورة فى ذهن الزمن

و بدأ يوجه لى الحديث

حأخد طريق غير طريقه

و أمشى بعيد عن ندوته و الزحام

علشان أنا من سنة

مؤمن بلا جدوى الكلام

 

****

لو أتحشى فرشى بريش نعام

و لو ستارة غرفتى

مطرزينها بأجمل الأحلام

محال أغمض عيونى

مهما يزيد لومى

علشان أنا من سنة

ضيعني نومى

 

***

لو النجوم تنزل و تمشى فى الشوارع

و لو العمارات تطير

و لو الضفادع فى الشتا عرقت

و الجو فى أغسطس أصبح مطير

و لو الحمير أتكلمت بفصاحة

و النملة صبحت فى ضخامة الفيل

مش حأندهش

بعد اللى فات

علشان أنا من سنة

إحساسى بالدهشة مات

لقد رسم حجازي من شعر فؤاد نجم مثلما كان يستمع لألحان الشيخ أمام لأشعار فؤاد نجم، فها هو يرسم قصائد من ديوان “عيون الكلام” الصادر عام 1977م، وكان أول ديوان يرى النور لنجم. ومن قصايد هذا الديوان الجميل برسوم الرائع حجازي:

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 14

عيون الكلام

أحمد فؤاد نجم      أول 1968

إذا الشمس غرقت

ف بحر الغمام

ومدت على الدنيا

موجة ظلام

ومات البصر

ف العيون والبصاير

وغاب الطريق

في الخطوط والدواير

يا ساير يا داير

يا بو المفهومية

مفيش لك دليل

غير عيون الكلام.

 

عصفور وصياد

 

يا صياد الطيور يا خال

صباعك

عن زناد الموت

دنا عصفور

ضعيف الحال

ولا اكفيش عيالك قوت

باشوف الصقر فارد ف الفضا ياعه

واتباعه نشرهم ف الشجر.. جاعوا

طيور تانيين.. صغار مساكين

جواعى لكين.. لاهم نايمين

ولا صاحيين لأطماعه

عشان نابه.. ومخلابه

ومنقاره

بشوف الكل أحبابه وسماره

ودنيا تخاف من القوة

وجو الدنيا

مش هو

واشوف بلبل غريب ف الدوح

بيرقص

رقصة المدبوح

بهفة ريح سقط عشه

حيشكي لمين

وفين ح يروح

واديله سنين على دا الحال

يقاسي الحلو.. والبطال

يا صياد الطيور يا خال

يا صياد الطيور حافظ على الخرطوش

دا ميت عصفور كمان قدي

ما يستاهلوش

حداك الصقر

لو تضرب على وكره

تلاقي لحم متكوم

ولابيكالوش

طاوعني ارميها من ايدك

طاوعني ارجع

هزيل اللحم لا يفيدك

ولا ينفع

يا صياد الطيور فكر

وشوف لك صيد

يكون أكبر

            

التحالف

 

يعيش الغلابة

ف طى النجوع

نهارهم سحابه

وليلهم دموع

سواعد هزيلة

لكن فيها حيله

تبدر تخضر جفاف الربوع

مكن شغل كايرو

ما يتعبش دايره

لا يا كل ولا حتى يقدر يجوع

يا غلبان بلدنا

يا فلاح يا صانع

يا شحم السواقي

يا فحم المصانع

يا منتج يا مبهج

يا آخر حلاوة

يا هادي يا راضي

ياعاقل يا قانع

ما تتعبش عقلك

في شغل السياسة

وشوف أنت شغلك

بهمة وحماسة

وعود عيالك

فضيلة الرضا

لأن احنا طبعاً

عبيد القضا

ورزقك ورزقي ورزق الكلاب

دا موضوع مؤجل ليوم الحساب

 

الفنان حجازي الذي تربيتُ على رسومه في مجلة ماجد وكنتُ أجمع له كل رسمه تقع في يدي لا لشيء غير محبة خالصة لفنان يرسم كما أحب أن أكتب، حجازي كان يفكر بالرسم في إيجاز وخيال ورقة إحساس تجعل ما يرسمه وخاصة للأطفال قصائد حديثه موجزة فكان لي تجربة معه رغم أني لستُ من جيله.. لقد استوحيت نصوص شعرية من رسومه للفتيان والفتيات، في كتاب بعنوان ” عندما قابلتُ حجازي”، فلقد جاء الشعر بعد الرسم مستلهماُ منه الكثير من الخيال والقوة والحداثة..

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم