رسائل إلى الله ..
تغريد عبد الجواد
عزيزي الله/
العالم يشتد إظلامه كل يوم وذاك الأمل البعيد أصبح شبيهًا بمصباح سيارة لا تجئ أبدا انت تعلم جيدا أنني خلقت بفطرة تشتهي الصياح، القانعون بالأمر الواقع يدعون أنني أختلق المشاكل ولكني لا أفعل شيئا سوى إعادة حقوقي المسلوبة
الآن أحبالي الصوتية لا تطاوعني علي الصدام مع العالم، حاولت الإذعان كثيرا ولكنها في الغالب موهبة لم تختصني بها!
.....
عزيزي الله بكيت وتوسلت كثيرا لأن العالم كان يطبق ذراعيه حولي فخشيت أن تتهشم ضلوعي وحين بدأت أتحرر منه وجدته يكتم أنفاسي وكأنه يطارد ابتسامتي التي أختلسها والنفس الذي ألتقطه بعد عناء ،يريد أن يمنع عني كل سبل الحياة
عزيزي الله أريد أن أشكرك علي ما ارسلت لي من فرح ،في اللحظة التي ظننت فيها أن الجفاف سيبتلع أرضي وجدتها ترتوي لا أعلم ان كنت أفسر العلامات بشكل صحيح أم لا ولا أعلم ان كنت أجيد استخدام ما بعثته لي,لا شئ مؤكد سوي أنك الملاذ الوحيد وأنني أشكرك كثيرا كثيرا
....
عزيزي الله عدت من جديد للموازنة بين الحيوات التي أعيشها قدر استطاعتي، أظن أنني كنت غفلتهم فأنا حين أغضب أو أبكي لا أري أي شئ سوي مصدر غضبي اكتشفت احتياجي الصادق الي مصدر للطاقة الايجابية ثم تساءلت لماذا لا أكون أنا ذاك المصدر؟ بإمكاني أن أكون شمسا متوهجة وليس مجرد قمر معتم
كنت أختبئ في صندوق إنساني ثم وجدت نفسي حرة على هيئة نملة، عدت إلى حالتي الانسانية بفضل النور أدرينالين في أحلامي، صديقتي تبارك أكدت لي أني سأعود أنا وستتبخر النملة ومازلت أنتظر.. عزيزي الله انا لست صبورة ولا قوة لدي للانتظار سواك..
.....
عزيزي الله سبوني لأني دعوتك باسم من أسمائك الحسني، أقنعوني أن الخطيئة في الظلام فضيلة، والهفوة في وضح النهار كارثة لمجرد أن أعينهم لا تجيد تمييز الأشياء في الظلام صنعوا من أنفسهم أصناما وطلبوا مني عبادتها باعتبارهم الأقرب إليك وكأنك إلههم وحسب
في ذلك اليوم من العام الفائت كان ينفث دخان سيجارته في وجهي فتحولت الي خرقة بالية طريحة الفراش لا أجيد شيئا سوي السعال الذي يوقظ الموتي كل مساء وفي ذكري التهاب شعبي الهوائية وجدت بدل السيجارة الواحدة ثلاثة،نعم عليهم أن يستمتعوا بأوقاتهم وأنا التي أدفع الحساب ماذا سأدفع؟ مرض،ألم،تكوم،سعال صاخب،أم موت؟
كان يقدم لي الموت بهدوء وبابتسامة حنونة،وأنا كنت غاضبة يسمعني القاصي والداني ويصمني بالفجور لأنني لم أتقبل الموت بما يليق به من عظمة وجلال
فور تعدي أحدهم سياجي من الحرية أبدأ بالشعور بالإساءة..عقلي لا يفهم اي سلطة في تلك اللحظة لذلك كنت اخبرك دوما اني اكره اي سلطة تحبس أنفاسي
عزيزي الله:كل ما أريده الآن هو السلام،السلام هنا وهناك وتحمل نفقاتي الشخصية وحسب،واستقبال الموت حين يأنس بي وليس لأنه أخطأ عنوان أحدهم!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتبة مصرية