يتوكأ على عصا. يرتدي بيريه ويتنفس بين المقطع والاخر، محمد بقى وزنه تلاتين كيلو يا اختي كتب محمد حسين بكر مع محمد رفيع و سهى زكي، اللي بقت بعد كدا مراته، مجموعة قصصية باسم “بوح الارصفة”. وف اخر ايامه كتب “حكاية البنت التي طارت” تحدث فيها عن الولد بكر وعن سهى و ارسل صورة مرسومة من محمد حسين بكر الى نهى رسمها له محمود الهندي.
بنت محمد الصغيرة اسمها نهى بالمناسبة ف اخر قعدة لينا مع بعض قال لي انت عارف انا كنت ليه عاوز الخبر ينزل عن المجموعة؟
قلتله علشان توريه لنهى. ابتسم. كانت المرة الوحيدة ف القعدة اللي بيبتسم فيها. قال
لي انه عاوز بنته دايما تحس ان ابوها كان حاجة كبيرة. قال لي انه مش عاوز حد يضحك عليها ويقولها بحبك. لما ييجي حد يقولها بحبك تقول له لما ابوك يبقى زي ابويا ابقي حبني. ماكانش بيتكلم لوحده. كل كلمة كانت سهى بتكررها. كل كلمة كل كلمة. كنا على قهوة التكعيبة. كنت بقولها انا سامع يا سهى لكن شوية ويبتدي الصوت يروح مني. كنت بواصل الكذب واقول اني سامع. هو كان بيتنهد. يقول الجملة و يبصلها و يقول لها قولي له. وكانت بتقول لي بعد شوية لقيت نفسي فاهم كل كلامه بدون وسيط. اكتشفت ان شفايفه كانت بتتحرك ببطأ
شديد، وان البطأ دا هو اللي مخليني اقدر اتابعها وافهم كلامه. اكتشفت ان المشهد بقى سلو موشن واني بتابعه ومفيش ولا تفصيلة بتغيب مني، اكتشفت اني دخلت مع محمد ف كذا نقاش واحنا قاعدين. اتكلمنا عن فيرلين ورامبو، اللي هو نطقه رامبو وكررته سهى زكي على هيئة ريمبو، وهو النطق الاصح، لكن لما جيت اردد الاسم وراها لقيتني بقول رامبو، وهو نطق محمد حسين بكر، علما اني كنت بردد الاسم وراها مش وراه. اتكلمنا عن كافكا وماكس برود، و طبعا علاء الاسواني ومحمد الفخراني
بشكل مختلس تماما، واحنا قاعدين، انتهزت فرصة محدش خد باله منها، و لا هو خد باله، علشان اطبطب عليه، اخفيت الحركة دي بسرعة، كنت مكسوف منها اوي. كنت عاوز اقوله ان فيه حد معاه، ف الوقت اللي انا عارف انه كان اخر حد ممكن يسمع دا او يصدقه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* روائي مصري