رحمة.. ونساء الأحلام
سمير عبد الغنى
يرسم مصطفى رحمة النساء اللاتى يجئن لنا فى الأحلام.....هذه الوجوه المرحة..الممتلئة بالدفء... المفعمة بالأمل.....يغمس فرشاته فى بالتة مصنوعة من ألوان قوس قزح.... ويرسم كطفل صغير يمارس هوايته المفضلة.... أو كساحر يعرف كيف ينتزع منا الدهشة.... أو كصوفى عرف الطريق ويسير الى حيث المحبة اللانهائية..
مصطفى رحمة هذا المزيج العجيب من الفنان والمبدع الممتلئ بالوعى والثقافة... فى معرضه الاخير (وجه القمر) كانت البساطة هى سر الدهشة... فالتكوين داخل اللوحات يقترب من العفوية.. والألوان شديدة الثراء.. الممزوجة بطاقة المرح والشخصيات المنحوتة من عالم رحمة بكل ما فيها من شقاوة وبهجة.
هناك شيئ ما بهذه اللوحات يجعلها محفورة بالذاكرة.. .تملأ وعيك بشحنة من الأمل تستدعيها عندما يقل الاوكسجين من الجو.. أو عندما يملأ غبار السياسة أنوفنا المتعبة.. ويسد النور عن عيوننا الذاهلة.
ظهر رحمة فى عالم الفن التشكيلى منذ فترة ليست بعيدة، إلا أانه استطاع أن يحجز له مكانا فى الصدارة.. ولهذا السبب نرى أعماله لنعرف الى اين تتجه البوصلة.. بدأ رحمه بنسائه البدينات المربربات واستطاع أن يجعلنا فى حالة وله وعشق لهذه الأجساد الممتلئة من فرط التخمة.
لكن رحمة العبقرى لم يتوقف عند محطة النجاح الأولى، وانطلق ليغرد فى مناطق أكثر رحابة تحميه ثقافته البصرية ووعيه الثقافى، متحررا من العادى والمكرر ليشد عيوننا الباحثة عن الجديد.
ورغم اأ النساء هن الموضوع الأثير له إلا أن المرأة فى عالم رحمة، هى الأم والأخت والحبيبة والابنة والصديقة والوطن والحلم.
يمتلك رحمة جرأة فى الألوان تجعله قادرا على إثارة دهشة المتلقى.. وألوانه لألوان دائما مبهجة حتى ولو كان يرسم بالأسود فقط.
يبقى أن يعرف مصطفى رحمة أن له جمهور كبير ينتظر منه عطاء أكبر، وأن ما يبذله من جهد يستحق الثناء.. ولكن قدر هؤلاء الذين يتقدمون الصفوف أن يلبوا مطالب الجماهير الغفيرة العاشقة للفن.. والتى تنتظر الكثير والكثير من المبدع الموهوب "رحمة".