رحلتي الى السماء

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

د.نوري الوائلي *

كالطيرحطّت من علا الدرجاتِ =  وبها تدورعجائب الآلاتِ

وزهت على درج المطار وحولها = كالنحل من حشد ومن عرباتِ

ثقل من الاطنان تحمل عندها = ومحرك قد مُدّ بالقدراتِ

وتقودها بالحاسبات برامجٌ = وخرائط ٌ محسوبة الطلعاتِ

مأمونة في صنعها ومسيرها = وصعودها قد حيط بالمنعاتِ

لكنّها مرهونة بمحرّك = يجري كجري النّار في العتلاتِ

رغم التفنن والأمان بصنعها  = لكنّها تغتالُ بالنكباتِ

في أي وقت يعتريها طارئ = أو تحتويها معدة الفجواتِ

فتؤول من عجب البناء لكتلة = حمراء من لهب ومن جمراتِ

في كل وقت قد أهد مسامعي = خبرُ السقوط ومقتلٌ لمئاتِ

وصعدت فيها مجبرا فكأنني = قد سقت من أمن إلى كرباتِ

وصعدتُ أمشي والمئات توزّعت = بمراتبٍ تصطفُّ في عشراتِ

وسمعتُ صوتا قد أصكّ دويّه = أفق المطار وطال كالعبواتِ

وجرت بنا والصوتُ ينأى خاويا = من سيرها , وتطير في قنواتِ

تجري ويحملها الهواء طوابقا = فوق الأثير بسرعة وثباتِ

ورأيتُ من علو السماء غمائما = بيضاء مثل لآلئٍ وهباتِ

تعلو بقاماتٍ كأنّ مدادها = مثل الجبال وحشدها كغزاةِ

طبقاتها تجري كأنّ مسيرها = كالسابقات لمرتعٍ وفراتِ

قد ساقها ربُّ العباد تفضلاٍ = من دون منٍّ أو دعاء تقاةِ

بين الغمائم حلّقتْ وتوغلتْ = فينا كسهمٍ مسرع الخطواتِ

تهتزّ فينا والقلوبُ هواجسٌ = فكأنّ نفسي مسرح الأمواتِ

فوق المحيط ترنّحتْ وتمايلتْ = كسفينةٍ تطوي العباب لآتي

كم فيك يا ماء المحيط عجائب = وخلائق  من أروع الآياتِ

من كوسجٍ لطحالبٍ لسحالفٍ = لدقائقٍ في مهجة الظلماتِ

وعبرتُ بحراً سطحهُ كصفائحٍ = بيضاءَ تشرقُ كالضحى بفلاةِ

ما حالُ جسمي لو توقّف سيرُها = فوق المحيط وفجوة العثراتِ

روحي تنازعُ للبقاء وترتجي = أنْ لا تؤولَ إلى الرّدى ورفاتِ

فتوهّجت فيها لممسك سيرها = الضارعات لمأمنٍ ونجاةِ

فدعوتُ ربّي كالغريق يطوفُهُ = مستنقع الأوحالِ والحفراتِ

عجبي لعبدٍ في السماء ويستقي = خمرا ويحبو كالدمى لسقاةِ

والروحُ فيه من المكائن مربطٌ = قد جسّدتْهُ  إلى الفنا ووفاةِ

وجلست ساعات لساني ناطق = رطب بذكْرك مكثرِ الصلواتِ

يا ممسك الطير المعلق في السما = يا واهبَ الآلاء والحسناتِ

يا مُجري الرّيح الحمولِ بثقلها = يا ساتر العثرات والنّزواتِ

أمننْ لعبدك بالوصول سلامة = وادفعْ بلطفك جفلة الفزعاتِ

وأعدْ ذراعه حاضنا لعياله = وافتح ْعليهِ مسلك البركاتِ

سبحان من وهب العقول مذللا = فيها العلوم ومنطق الكلماتِ

لولاك ما طارتْ ولا هبطتْ بنا = الطائراتُ وما سعت بعلاةِ

اللهُ وفـّر ما يؤمّن صنعها = ونجاتها من ظلمة الأزماتِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعر عراقي يقيم في نيويورك

 

خاص الكتابة

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project