رحلة سرياليّة

رحلة سرياليّة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أديب كمال الدين

حينَ عدتُ من البلدِ البعيد

لم أجدْ أحفادي ولا أولادي بانتظاري

بل وجدتُ قصيدتي الأخيرةَ التي لم أكملها

بانتظاري،

مُتْرَعةً بانتظاري.

فسارعتُ إلى تقبيلِها ما بين عينيها

فهبطتْ من عينيها الحالمتين

دمعةُ طفلٍ يتيم.

*

في كلِّ بلدٍ من بلدانِ العالم

أودعتُ نجمةً من نجماتي.

كنتُ مهووساً بسرِّ الحياة

ولم أعرف أنّ الحياة

داءٌ لا تشفيه النُّجوم.

*

كثيراً ما أذكرُ أسماءَ البحارِ التي عبرتُها:

بحر الحرف،

بحر النّقطة،

بحر الرُّعب،

بحر اللعنة،

بحر الطُّغاة،

بحر الكلابِ والثَّعالبِ والعناكب،

بحر الكناغر،

بحر الأجساد،

بحر الضَّحكِ الأسْوَد.

لكنّي أنسى أن أذكرَ بحراً

محاه الجغرافيون من الخارطة،

أظنّهُ بحر حياتي.

*

أنتظرُ بشوقٍ أن أدخلَ نقطتي

لأصافحَ وحشتي

وأقبّلَ وحدتي.

*

الشِّعْرُ جنونٌ جميل

أو جنونٌ مُطلَق

أو جنونٌ سرياليّ

أو جنونٌ حروفيّ

أو جنونٌ نقطويّ.

هذه أنواع الجنون التي أوصيتُ بها قصيدتي

وهي على حافّةِ الجنونِ الأخير،

أي الجنون السَّعيد!

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم