زوجي الودود الضاحك دوماً، ارتبط بلبس العمامة منذ ثلاث سنوات، التزم عمله في الجامع، يا إلهي لو سمعني أقول (عمل )، لأستشاط غضباً، لكن لا يهم طالما ارتبط الجامع براتبه ، فإنني أعتبره عمل لا محال.
أحياناً تأتي بعض الصديقات للاطمئنان علينا، نتبادل أطراف الحديث، فإذا دخل خُلقت مشكلة كبيرة، ويمنعني من رؤيتهن، بحجج واهية، هذه غير محجبة، تلك لا تلتزم تعاليم ديننا، نفس المنوال كل يوم، فإذا جاء الليل، ينزع العمامة، يستلقي على فراشنا، يبدأ بحديثه الودود. ( حبيبتي تعرفين حبي لكِ، و خوفي عليكِ، لا تزعلي ياقرّة عيني)، لا أخفي سراً، حديثه هذا يأسرني شغفاً وحباً، لكن ما أن تقع عيني على خزانة الملابس، أرى العمامة، أتذكر النصف الآخر منه، ذلك النصف الذي لا أريده، لم أتزوج منه، لم أحبهُ يوماً.
أردت التعايش معهما، وتقبّل الآخر لأنه فرض لا بد منه، لم أستطع، أراه ضعيفا أمام الآخر ، عاجز عن فك إرتباطه، أشعر أنه لا يريد. زوجي لي لا يشاركني به أحد، لذا سألجأ لسلاحي الأخير أن أُثير غيرته.
وهو مشغول في قراءتهِ، ذهبت مسرعة أمام المرآة تزينت، وضعت العطور، وأبْرزتُ مفاتن جسدي، و تحضرت للحظة المهمة، فتحت خزانة الملابس، أراه أمامي معلقاً بهيبتهِ، عنفوانهِ، ورائحة المسك تطارد الأنف مني.
ـ يا سيدي الجبة، أنت حليفي الآن، دعنا ننال من زوجي، تعال نُلْ منّي.
تغنّجت أمامه تمايلت يمينا و يسارا، أغويته و سحبته للفراش، بدا مذهولاً، الشبق، بان على محيّاه، أمسك صدري بأصابعه، تلاعب بحلماتهِ، فإمتدت يداه لتتلمّس مشارف الخصر، و تتراقص على مؤخرتي، حطّت رحال أصابعه التي نالت الرطوبة جرّاء هياجي، النشوة نالت مني وأخذت مسراها نحو جسدي الهاوي، أعتليت خصره واحتضنته وشعري يجري على مشارب الشفاه المستعرة، نلت منه، نال مني…
فُتِحت الباب على حين شهوة مني، صدمة لم يتوقعها قائلاً:
ـ ماذا تفعلين ؟
ـ هو المتحكم فينا ، هو زوجي الآخر، هل لديك فتوى تحرّم هذا؟
رمقني بنظرة الخيبة، خرج بدون أن ينبس بكلمة، أحتقرت نفسي، واحتقرته أيضاً و بدأت أصرخ:
– أنت السبب، هو زوجي وحبيبي، أنت عمامة وجبّة، أنت لا شيء دونه.
ركضت نحو علبة الخياطة، أخرجت المقص، صعدتُ على جسده المسجى على الفراش، قصصتُ مكان القلب و مزقت العمامة لأجزاء صغيرة، كان شبحاً على فراشي، اختفت هيبته، وجف عطره.
نَظرْتُ للمرآة، جسدي منهكٌ، أنظر إليه ملقى على ظهره مبتسماً، منتصراً، وبكل وقاحةٍ أتغزّلُ بالمرآةِ !