نهـاد ذكي
طِفلانِ غَريقانِ
تحْتَ الأرض .
تُشتِّتُهُما الوُجُوهُ العَابِرَةُ
في النَفَقِ الطَّوِيلِ للأَحْداثِ .
وُجُوهٌ مُكدَّسةُ
تَشتَمُّ فِيها رائِحةَ الرِحْلَةِ .
وَضَعَتْ كَفَّها عَلَى كَتِفِه
أحاطَت عُنُقَهُ بِذِراعَيْها .
لَمَسَ ظَهْرِها بأَطْرَافِ أصابعِه
كَمَنْ يَخْشَى المَسَّ .
فِي العِناقِ يَشْعُرُ بِعَدَمِ الرَّاحَةِ
يَغْتَرِبُ عَن نَفسِه فَجْأةً .
“كَوكَبٌ يقْترِبُ مِن الأَرْضِ”
نِهايةُ عالَمِ رُومانتيكيٍّ .
عُشْبٌ أَخْضَرُ تَحتَ سماءٍ أَوشَكَتْ شَمْسُها أن تغِيبَ.
لا تَعْجِبُك القِيامَةُ ،
لَيسَت كَمَا تَوَقَّعت أنْ تَرَاها عَلَى التِلفازِ الكبيرِ.
– “مُمِلّةُ”.
لَمْ يَكُنْ هُناكَ صِراعٌ عَلَى البَقاءِ .
لَمْ يُحرِّكْ أحَدٌ ساكِنًا
كَي يُنقِذَ العَالَمَ .
فَقَطْ حِصانٌ وحيدٌ يَصْهَلُ
يُزَمْجِرُ
يَرْفُضُ الرَّحيلَ
ويَدُكُّ بِحَوافِرهِ الأَرْضَ
قَبْلَ الاِخْتِفَاءِ المُفاجِئ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية ـ حاصلة على جائزة بلند الحيدري عن ديوانها الأول (كأنها القيامة) ـ الصادر مؤخرًا عن دار الأدهم