علي قطب
قبل مطالعة الكتاب كنت متعجبا من قيام خواجة بالكتابة عن الموالد في مصر بشكل مفصل لأجده عارفا بتفاصيل دقيقة قد لا نعرفها نحن أبناء البلد.. ذلك الخواجة الذي كتب عن مولد الحسين والسيد البدوي وأبو الليل وغيرها من الموالد شدني كتابه لأنجزه في وقت قياسي لأعيد استكشاف جزء حيوي من تاريخ مصر الشعبي..
بدأت الحكاية عام 1941م حين نشر ج.و.مكفرسون كتابه “موالد مصر” وكان هذا العمل نتاج أربعين عاما من الدراسات، وبمطالعة الكتاب الذي صدرت ترجمته عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1999م نجد أن مكفرسون قد بذل مجهودا كبيرا في رصد 126 مولدا اسلاميا وقبطيا في القاهرة والأقاليم الريفية.
ولم يكتف الخواجة مكفرسون بالإشارة إلى أسماء الموالد وأماكنها بل أضاف خرائط وجداول وقاموسا للمصطلحات التي وردت الإشارة لها في الكتاب ليتمكن القارئ من الألمام بالموضوع. كما أستعان الخواجة في كتابه بآيات من القرآن الكريم ليناقش قضية الموالد من كافة الزوايا، وقد عرض المؤلف أفكاره في مقدمة وخمس فصول، تناول فيها أصول الموالد وأغراضها وحدد مواسمها وأماكنها، ثم ناقش الجانبين الديني والدنيوي لها ثم ختم كتابه بفصل عن المظاهر الشخصية للموالد حدد فيه مواعيدها وأماكنها على خرائط مصر القطاعية وتبع ذلك بدراسة وصفية عنها.
أما في النسخة العربية التي عنونت بـ “الموالد في مصر” فلا يمكن إغفال المجهود الذي بذله د.عبد الوهاب بكر في تحقيق وترجمة هذا الكتاب. وقد أشار د.عبد الوهاب في مقدمته أنه قد حصل على نسخة من كتاب عن مكفرسون يضم خطاباته التي كان يرسلها لأهله منذ عام 1901 حتى 1946 ويظهر في هذه الخطابات مدى تعلقه وحبه لمصر.