مرزوق الحلبي
هيَ أصابعُكِ المشبوكةُ بالخواتمِ
الفضَّةِ،
المنقوشةُ بأرواحِ الفَراعِنَةِ وحروفِهم
هيَ الّتي تضغطُ المفاتيحَ
فتولدُ الشياطينُ وتدخلُ الكتبَ
والقصائدَ
واللغاتِ
فنحبُّهَا أوْ لَا،
هيَ الّتي تبحثُ عنْ مقدارٍ محسوبٍ
من الملحِ
ومن الضوءِ
وهيَ الّتي تُدخلُ الزِرَّ فِي عُروتِه
وهيَ الّتِي تقسو إذَا برُدت
وتحنُو، إذَا طالهَا الدفءُ
تنقبضُ وتنبسطُ
تُضيء أزرارَ الكونِ وتُطفئها
تَبني ثمّ تَدُكُّ المباني
وتشعلُ النارَ في المدَى
وتفتحُ الأبوابَ للفراشات كيْ تفرّ
وللعصافير كي تشدو
تكسرُ الزجاجَ وتُطلق الأسماكَ من “الأكفاريوم”
تقشّر الثمرةِ علَى مهلٍ
تزيحُ أغطيةَ السريرِ علَى عَجَل
تكحّل العينَ بالرغبةِ
تحنُو على السَّجائر كأنّها أقحواناتٍ بريَّة
تنشبكُ بذاتها،
بأصابعَ أخرَى
وتنفكُّ
تحفرُ بحثًا عن نجمةٍ ضائعةٍ
عنْ ماءٍ تحتَ السَّطحِ
عَنْ جوهرةِ الروحِ…
عَنْ زهرةِ اللوزِ
عن خدَرٍ
ليستِ الأصابعَ،
بل أنتِ
…………….
(كانون الأول 2019)