أمي أكبر من قصيدتي

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

يقولون إن اليوم ذكري جدي

يقولون أيضاً إنهم سيهدمون بيت أمي

برجاً ما سيصعد علي أنقاضه !

خبرٌ يليق بجهوزية شاعرٍ مفلس للبكاء

فرصةٌ لهزيمة الدمع المكابر

متي توقفت؟

هل تذكرين آخر مرة؟

يقول أحدهم إن البكاء يطهر العين

لا أري الأشياء واضحةً منذ حين

يصر الطبيب أن عيني بخير

ربما لا يدرك المأزق

حسناً، فلنبدأ إذن

لا بأس لو استعنا ببعض التمارين البسيطة

يريدون هدم بيت أمي

برج ما سيصعد

تبدو أبيات أحمد عقل صالحةً هنا

(تعلي العماير فنادق / نختنق وبينا البراح يضيق )

بعض الحنين إلي أول الأشياء

سرد سريع للذكريات

هل ستسعفني الذاكرة

فلنكتفي إذاً بما بقيَّ في الروح

أول خطوة

هل كانت هناك أم في بيت جدي ؟!

أول سيجارة من عُلبة أبي

أول تلصص علي الجارة الحسناء

حتي هذه لم تكن هناك

أحب بيت جدي أكثر

تطاوعني ذكرياته دون مواربة

ربما أحب جدي أكثر

أو أن جدي هو الذاكرة

يقولون أنه مات

وسيهدمون بيت أمي

وأن برجا ما سيصعد

أقول شاخت ذاكرتي

وأحب بيت جدي أكثر

ربما لا شيء حقيقي يربطني بهذا البيت سوى أمي

وأمي أكبر من قصيدتي

وأوسع من كل البيوت

لماذا إذاً كل هذا الثقل

ولماذا لا أبكي

فلنجرب أحمد عقل مرةً أخري

( تعلي العماير فنادق / نغوص وتصبح رءوسنا أسفلت الطريق )

برجاً ما سيصعد

جارة حسناء

سجائر أبي

بيت أمي

لا فائدة

ملعونة هي المسافات

فلست بحاجةٍ لكل هذا

فقط تلك الرأس الثقيلة

تتوق لصدركِ

مقالات من نفس القسم