حِكايَة امرَأةٍ لاَ اسمَ لهَا …

العربي شحمي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

العربي شحمي

أَطَلَّت

مِن خَلفِ جَفنَينِ مُترَهِّلَين

أَثقَلَهمَا النّعاس

وَاستَبَدَّ بِهمَا الألَمُ

امرَأةٌ

لاَ اسمَ لهَا

وَلاَ مَيسَم

 إِلاَّ مِن رَائحَةٍ طَرِيَّةٍ

وَمَاء

وَعَينَينِ بَرَّاقتَين

تُصِيبانِ السُّجَّدَ فِي مَقتَل

تَمشِي بِاتِّجاهِ البَحر

تَجرُّ حَواشِيَ قُفطَانِها

اَلأَخضَرَ …

اَلأَخضَرَ …

فَوقَ الرِّمَالِ

عَلَّهَا

تُشعِلُ النَّائمِين وَالمُنوَّمِين

وَالغَارِقِينَ

فِي الغَيِّ وَالهَذَيَان

أَو تَستَدرِجَهُم

إلى بَقَاياَ شَهوَةٍ

نَائِمَةٍ تَحتَ الرَّمَاد

مِن قَابِيلَ وَهَابِيلَ

إِلَى يُوسُفَ وَامرَأَةِ العَزِيزِ

إذْ هَمَّت هِيَ بِهِ

وَهَمَّ هُوَ بِهَا

لَولَا

أَن قَضَى اللهُ مَا قَضَى

وَكَانَ قَضَى

أَنَّ شَهوَةَ التُّرَابِ إِلىَ التُّرَابِ

فيِ حَالِ انفَلَتَتِ مِن مَعقِلِهَا

تَظهَرُ حَارِقَةً

علَى ظَاهِرِ الجَسَدِ

المُنحَدِر

مِن سُلَالَةِ الطَّميِ وَالمَاء

وَالقُبُلاَتِ التَّائِهَة

بَينَ رَنِينِ الكَأسِ

وَأنِينِ النَّاي

وَصَهيلِ الخَيلِ

الرَّابِضَةِ فِي عُمقِ الظَّلَام

 

 امرَأةٌ 

يَقُولُ العَارِفُون

إِنَّهَا خَرَجَت

مِن جُبَّةِ نَاسِكٍ

فيِ لَيلَةٍ لَيلَاءَ

غَابَ عَن حَضرَتِها

النَّجمُ

وَالقَمَرُ

وَالحِجَاب

 

امرَأةٌ

مُجمَلُ مَلاَمحِهَا

شَعرُهَا الأَشقَرُ..

الأَشقَر .. 

يَمتَدُّ إِلىَ أَبعَدِ مَا يَبلغُ البَصر

عَابِرًا مِن المَاءِ إِلىَ المَاءِ

إِلىَ السَّمَاء

إِلَى قُلُوبِ المُحِبِّين

إِلىَ مُقَابَسَاتِ الفُقَرَاء

تِلكَ التِي لَا يَلتَقِطُ إِشَارَاتهَا

غَيرُ الأَصفِيَّاءِ

مِن عِبَادِ اللهِ الصَّالحِين.

………….

وزان – المغرب

 

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم