ضائعة بين صور مخيلتي عن ركضي مع الذئاب في الغابات، رقصي مع ثعابين على الرمال، وبين مشاهد ذاكرتي الحيّة، التي تّجدد كلما ذُكر الخوف، بمشهد نزولي سلالم منزلنا بينما تصعد قطة مسرعة في الاتجاه المعاكس، فتصطدم رأسها بين ساقي، تُكمل مسيرها بينما أتجمد مذعورة عن الحركة، إصابتى بالغثيان إذا ما حامت حول موضع طعامي.
في حيرة بين حُلمي في التحول إلى طائر يمكنه العيش على الشجر، عبور البحار والصحارى ولف العالم بلا موانع وحدود، التمتع بمشاهدتك عن بعد بينما تمارس أعمالك الاعتيادية، تناول طعامك، ارتداء ملابسك أو لحظاتك الخاصة، انسجامك مع أغنية انفعالاتك بفيلم أو مباراة، بكاءك، غضبك.
في حيرة بين هذا وبين ذعري من فقد أصابعي وذراعي، قدرتي على الإمساك بالأشياء وتحسسها، عجزي عن لف ذراعي حول ظهرك، لف عنقك بأصابعي للمداعبة أو الخنق.
في حيرة بين تحولي إلى بذرة تنغرس في الطمي، تُروى بالماء إلى أن تمتد لها جذور وتنمو معها شجرة عالية ذات ثمار وزهر وظلال، وبين خوفي من ثبات الموضع مع تبدل الحال بمرور السنوات، وإمكانية أن أكون الريح التي تحرك الأغصان وتبعثر الظلال، تُسقط الثمر على المارة، وتحمل عبيرها للبعيد.