ولد اسمه يوسف، تموت أمه، ويحبه أبوه ليعوضه عن أمه التي فقدها، لكن أخوته سيكرهونه ، ويكيدون له، حتي يلقوا به في البئر، مغامرات كثيرة، وأيام صعبة تمر على يوسف، حتى يصبح نبي الله ووزير الدولة في مصر.
“ندرك من سيرته أكثر من سر
أن الظالم يرتد إليه القهر ..
زوج زليخا أصبح في السجن وكان رئيسا للوزراء
من يسجن مظلوما تلعنه أرض وسماء
فالحرية حق للجاهل والعالم، للإنسان كإنسان
يكذب من قال الحرية تحتاج إلى تدريب ومران
الحرية حق في أي زمان ومكان”
هذا النص الشعري الذي يقدمه الكاتب نشأت المصري في كتابه “حلم الملك” الصادر مؤخرا، يقرب لنا به حكاية يوسف، فتصبح حكاية الأنبياء ليست كأنها أسطورة تعودنا قرائتها، إنما قصة مجسدة وقريبة وتفاصيلها الإنسانية متخيلة وقابلة لأن تحدث. وحكاية نبي الله يوسف، تصلح لأن تكون حكاية، وتكون أيضا شعرا كما قدمها نشأت المصري، لأنها مليئة بالمشاعر.. الفقد، والخوف، والنجاة، والنجاح، ولقاء الأحبة مهما طال الزمن، والانتصار بعد جروح كثيرة.
يقدم “حلم الملك” حكاية يوسف بتفاصيل إنسانية ، وليست كما تعودنا أن تكون حكاية بخطوط عامة، فيخبر الكاتب القراء تفاصيل مثل أن يوسف يتيم.. أمه ماتت…. ويكشف أيضا أن زملاء يوسف في السجن هما خباز وسقاء بقصر الملك. وبعد تفسير يوسف لحلم الملك رفض أن يتم مكافأته والإفراج عنه بهدوء وطلب إثبات برائته فأعاد الملك التحقيق لتثبت براءته بالفعل، ويختار يوسف لنفسه تولى وزارة المالية في السنوات العجاف، ليساعد في حل الأزمة: “ليدير سنين المحنة والفقر“.
حينما نقدم حكاية الأنبياء كحكاية إنسانية بتفاصيل ومشاعر ستبدو الحكاية حقيقية وأقرب لنا. قسم نشأت المصري حكاية يوسف إلى ثلاثة أقسام. قسم عن طفولته وإلقاء أخوته له في البئر، وقسم ثاني عن السجن وتأويل حلم الملك، والقسم الأخير الذي اختتمت فيه حكاية يوسف عن حكمه لمصر وعودته إلى أبيه.
كان النص الشعري قائما على حكاية، حكاية مليئة بالأمل، بدأت برؤية وانتهت بتحقق الرؤية، لكن في السياق الشعري بدت بعض التفاصيل بحاجة لتكون أكثر وضوحا، مثل قول الكاتب في البداية أن يوسف يتيم، ثم في النهاية يقول أن أباه وأمه جاءا له مصر واجتمع بهما وجعلهما يجلسان على العرش لمباركته، دون أن يذكر الكاتب أن هناك روايات وتفاسير تذكر أن أم يوسف ماتت وتزوج الأب يعقوب بأختها. كما أحتاج العمل أن يورد في نهايته الكاتب المصادر والمراجع التي أعتمد عليها، نظرا لاعتماده على قصة نبوية قرآنية يوجد بعض الاختلافات في تفاصيلها.
بعد حكاية يوسف في كتاب “حلم الملك” أضاف الكاتب حكاية صالح والناقة، وكيف كذب قومه نبوته، وقتلوا الناقة، فأصابهم العقاب. لتبدو النصوص الشعرية التي وجهها الكاتب لقراء ما ببن العاشرة والثامنة عشر ملائمة لتمنحهم الحكاية ومعلوماتها بطريقة فنية مختلفة.
تفاصيل الكتاب
الكتاب: حلم الملك
الكاتب: نشأت المصري
رسوم: رشا سالم
سنة النشر: 2017
