أسماء حسين
أحلام عشوائية تقيم في وسادتي لدقائق ثم ترحل، بعضها طيب يضمد جروح قدمي خارج الفراش. كأن أحب أن أطير بدون أجنحة.. لكن الحلم لا يقصد السماء بل الحديقة، وهناك رجل غريب حنون داخل منامي.. دائمًا يأتي ويعود.. إلى أين؟ لا أعرف.
الرجل المجنون الجريء الذي يتسلل إلى غرفتي من درج الأحلام، دائمًا يسبب لي المشاكل.. لا ليس مع أهلي، إنما مع ضجيج وجوده وهوسي في قصص شفتيه..
في المساء نسيت خزانتي مفتوحة، نسيت ألبوم الصور مفتوحًا، نسيت عيوني مفتوحة، ثم نمت رغم كل شيء.. وحين استيقظت وجدت ألبوم الصور مسروقًا من ذاكرتي بالكامل، هل خرج من الحلم وكان يتلصص على أغراضي ؟
نسيت اسمه على عارضة الرسم، نسيت قصائد بسام حجار على مكتبي، نسيت فنجاني باردًا على الشرفة، اليوم أنا أنسى كثيرًا..
نسيت دهشتي في صوت عصفور، نسيت نبضات قلبي تدق باب الخروج من الحلم، نسيت حلم ليلة أمس، نسيت ما قاله لي في الحلم كله. نسيت أن الرجل ينسى كل ما قاله بحنان خارج الأحلام وما أن يصل لقلبي، نسيت أن قلبي الأهبل كان في طريقه إليه، نسيت أن للحلم شوارعَ بعناوين مختلفة، نسيت أن الرجال الذين نعرفهم في الحلم لا يشبهون من لا نعرفهم في الواقع. نسيت وجهًا على مرآة التسريحة، نسيت وجهي في صدره، نسيت أن الوعي أقسى من اللاوعي، نسيت لا وعيي معه.. نسيت أنه ينساني آخر النهار! وأنا أنسى حلم ليلة أمس.