“حجاب الساحر”.. رواية باذخة معرفيًّا وأسلوبيًّا وعرفانيًّا

يحيى القيسي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

يحيى القيسي*

“حجاب الساحر” هي الرواية الأولى لأحمد الشهاوي بعد تجربة شعرية طويلة وعميقة وانشغالات في التصوف ومراجعة الفكر الديني، لهذا جاءت هذه الرواية محلقة في لغتها وعميقة في دلالاتها، ومحكمة في تقنياتها السردية، ومتقنة في انشغالاتها المعرفية والعرفانية.

الرواية تحتاج إلى قراءتين الأولى ظاهرية لحكاية شمس حمدي شخصية الرواية الأساسية وعلاقتها بحبيبها عمر الذي شغفها حبا، ورفعها في منزلة الربّات وجدًا، وهو العارف بشؤون السحر ومكائد السَّحرة، وكيف حاول أن ينقذها مما أصابها من الأعمال الشريرة والمكائد الخسيسة التي جعلت منها شخصيتين، إحداهما ظاهرية كسيدة أعمال متزوجة وعاشقة، والأخرى باطنية حيث تنفتح على العوالم الأخرى والأصول الروحية لها التي بلا حدود، وهذه القراءة يمكن أن يجيدها النقاد.

أما القراءة الثانية للرواية فهي عرفانية لدراسة ما برع فيه الشهاوي من توظيف خبراته الحياتية وانشغالاته التصوفية ودراساته الروحية وأسفاره المتشعبة وقراءاته الواسعة ليصنع عالما يظنه بعضنا غير موجود أو خياليا وهو في الحقيقة مؤثر جدا ويسهم في صياغة حاضرنا بشكل فعال، حيث تناول إصابة شمس بالسحر وأسبابه وكيف حاول تخليها منه مستخدما معارفه العرفانية وفنون الحكمة القديمة في هذا الأمر، ولعلي أتمكن ذات يوم من قراءة الرواية في جانبها الباطني الذي تناولت بعض فنونه وأسراره في رواياتي : “أبناء السماء”، و “الفردوس المحرم”، و”بعد الحياة بخطوة”.

هذه مصافحة أولى تحتفي بهذه الرواية الباذخة معرفيًّا وأسلوبيًّا وعرفانيًّا.

…………………

* كاتب روائي وباحث في التصوف، الأردن – لندن

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم