حجاب الساحر.. بلاغة الإفراط والمعرفة الغنوصية

محمد سليم شوشة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د.محمد سليم شوشة

تمثل رواية “حجاب الساحر” للشاعر والروائي المصري أحمد الشهاوي الصادرة مؤخرا أول سبتمبر 2022 عن الدار المصرية اللبنانية تجربة روائية مختلفة ومهمة وتشكل حالا خاصة من التفرد السردي والجمال الروائي المغاير، وهي واحدة من الروايات المصرية المهمة التي تستثمر طاقات مختلفة وجديدة في السرد الروائي وتمثل تجربة استثنائية في الانفتاح الكامل على استثمار الأسطورة والعجائبية والتراث السحري أو الغرائبي المتجذر في الثقافتين المصرية والعربية، كما أنها تشكل حالا استثنائية في الجمع بين الواقعي/الأرضي وبين الكوني الماورائي أو الميتافيزيقا بما لها من تشابك وارتباط مع العلمي التجريبي/الإمبريقي والمعرفي الملموسConcrete  أو الذي يمكن قياسه وإدراكه بالحواس.

 تجمع في بنية خاصة وتلاحم وانسجام درامي بين المعرفة المادية وبين الغنوصية والأبعاد الروحية والجانب الغيبي في الكون، فلا يكون هناك فاصل بين الأرقام والأجسام والأشكال المادية والمباني والرموز والعلامات الحاضرة في الكون بأبعاده الملموسة وبين الحضور الفوقي أو الماورائي أو Supernature وعالم الأرواح والكون المفتوح على الزمان بامتداده وأبديته.

تستثمر رواية “حجاب الساحر ” سيمياء الكون بانفتاحه بين الأرضي والسماوي في مغامرة درامية فيها كثير من التشويق وتدفع إلى تأملات نقدية خاصة بها، وهكذا يمكن أن يكون الإبداع المغاير مصدرا ونبعا مرجعيا لتصورات نقدية جديدة، فالرواية التي تشكل وتصور نماذجها الإنسانية الدالة على تجربة خاصة أو بالأحرى استثنائية في العشق والجمال الإنساني وفي العطاء والتضحية من العاشق لمعشوقه، وتمثل حالا من البحث عن الخلاص ومحاولات تحرير الضحية الملكة في الوقت نفسه، هي في تقديرنا أكبر من مجرد سرد واقعي أو مجرد حكاية لها محدداتها الواقعية أو تجذيرها الثقافي في السياقات المصرية والعربية المؤسسة على ميراث من السحر والغرائبية والارتباط بالقوى الغيبية والأساطير. وإذا كانت قصة عمر الحديدي وشمس حمدي بذاتها تثير كثيرا من الأسئلة وتحفز على اشتباك عقلي وفكري وتدفع إلى التأمل في ذاتها بما فيها من التشويق والعطاء فإن سيرورة الخطاب الروائي ذاته وعبر استراتيجيته السردية ليحتاج إلى تأمل آخر. فإذا كان المحتوى عبر قصة هذين العاشقين تحتاج إلى نظر وبحث في أبعادها وقدر استثنائيتها من حيث حال الذوبان والفناء في الحبيبة وحال العطاء والجموح والبحث عن الخلاص لها أو محاولة تحريرها أو إطلاقها، وقدر ما يشكل النموذجان من الخصوصية والاختلاف فإن الخطاب الروائي ذاته ليجدر به تأمل طويل ونظر يغوص وراء اللمحات والإشارات التي قد تبدو عابرة أو هينة. وأول ما يمكن الدخول عبره إلى خصوصية هذه الرواية هو ما أطلقت عليه بلاغة الإفراط (The Rhetoric of Excess) وهو مصطلح يكاد يكون جديدا على النقد العالمي ولم أجده إلا في بعض الكتابات المحدودة عن الخطابات السياسية والخطابات الدينية، وغير حاضر على الإطلاق في النقد العربي أو على الأقل فيما عرفت أو اطلعت وتواريخ الكتابة والنشر كاشف ودليل علي ولي في الوقت نفسه، وبلاغة الإفراط أوحى لي بها أسلوب أحمد الشهاوي وروايته هذه ثم كان بحثي عن المصطلح في النقد العالمي المكتوب باللغة الإنجليزية فلم أجد إلا كتابات محدودة مثل كتاب Psychopolitics of speech لأستاذ العلوم السياسية المتخصص في نقد الخطاب السياسي James Martin وكذلك بعض كتابات وأفكار مواطنه الأوسع شهرة في هذا المجال Stanley Fish في بعض كتبه حول بلاغة الخطاب وأنماطه أو أشكاله وعلاقاتها.

وبرغم نقص التفصيل التنظيري لهذا المصطلح (بلاغة الإفراط) فيمكننا أن نجد في رواية “حجاب الساحر” نموذجا مثاليا له ولإجراءات تطبيقه كذلك، والإفراط هو المنتهى من كل شيء أو على الأقل السعي نحو المنتهى وإرادة التجاوز والكمال في كل شيء، ويمثل شكلا من الانحياز والاندفاع التام والمثالي ويمثل نقيضا للتذبذب والنقص أو التقصير والثلم أو الوسطية. وتمثل الخطاب السردي لرواية “حجاب الساحر” هذه الحال بامتياز؛ ذلك لأنها بالأساس وعلى مستوى المضمون وبناء الحكاية تطرح حالا من الكمال في كل شيء، كمال العشق وتمامه أو صورته المثالية التي لا يأتيها النقص من أي جانب أو ثغرة، وكمال التضحية ومنتهاها، وكمال النموذج الأنثوي البري أو كما يؤكد الخطاب عبر لغته في أكثر من مرة، وأحيانا باللغة الإنجليزية فيصف شمس بأنها wild، وهي فوق كونها نموذجًا لا شبيه له أو لا تساويها بل لا تقاربها أنثى أخرى، فهي إلهة أو امتداد لنموذج المرأة المثال الأسطورة والتاريخية، هي ظل أو امتداد لإيزيس وسخمت، وهي رمز للخصوبة والجمال المتفرد الذي لا يشبع ولا يكتفي، وبرغم بعض الأخطاء والمحددات أو العلامات الواقعية فإن الخطاب يؤكد هذه الاستثنائية وهذا السمت الأسطوري، أي أنه لا يقبل بما هو عادي، وهذا الإفراط يمثل نسقا ممتدا في كل شيء، فهو إذا كان ينطبق على حال العشق الكامل المكتمل الأبدي، وعلى التضحية التي لا يمكن أن يتسلل لها ملل بالنسبة لعمر الحديدي الذي يبدو بطلا أسطوريا مخلصا كأنما لا وظيفة له ولا دور غير تخليص حبيبته من هذه الأحبال الشيطانية الظاهرة والخفية، فإنه كذلك ينطبق على الصورة المثالية من التحرر الحركي أو التنقل في الفضاء الجغرافي، فالشخصيات تبدو كما لو كانت تطفو فوق سحاب الوجودي، أقرب لنموذج الإنسان الأسطوري في ” ألف ليلة وليلة ” الذي كان يتنقل فوق البساط السحري، فلا حدود أو سدود أو معوقات، إذا أرادا دخول غرفة الدفن في الهرم الأكبر والمبيت فيها فعلا أو لم تعجزهما الحيلة والوسيلة، وإذا أرادا السفر إلى جزيرة سقطرى في أصعب الأوقات يصبح ذلك مذللا ومتأتيا بل ومدعوما بدوائر من النفوذ، فتكون هناك حرية مفرطة أو لا حدود لها أو غير منقوصة للشخصيات، وكذلك الأمر في الإفراط المعرفي أو العلم والإحاطة بتاريخ السحر والتعاويذ واللغة والأوراد المحصنة أو الآيات والمقولات الحكيمة الموروثة، كل شيء يبدو كاملا أو على النحو ذاته من الإفراط في كماله أو اكتماله. بل إن ذلك النسق من الإفراط ليمتد إلى المادة أو العلامات الواقعية البسيطة، مثل الأموال والبيوت والسيارات واللوحات والهدايا والتحف، بل إن الكراهية كذلك والرغبة في الشر يتم تصويرها على النحو ذاته من الإفراط، فنجد أن الطرفين المتصارعين في الرواية عبر السحر والأعمال السفلية على النقيض التام من بعضهما وليست هناك حال من الالتباس أو نقاط الالتقاء أو التماس والتفاوض، بل لدينا قطبان كلاهما مفرط في خيره أو شره. ويتجلى ذلك بقوة في الجمل التهديدية التي ألقى بها غازي في وجه شمس كاشفا عن نواياه في أن ينسفها أو يدمرها تماما، في تعديد لما سيفعل معها وأنه لن يترك وسيلة أو مسلكا في هذا الشر ولن يقف عند حد. وهكذا فإن اللغة نفسها تتجاوب مع هذا النسق من الإفراط وتبدو محملة في أغلب الأوقات بحمولات ثقيلة واندفاعية من المشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية، خيرة أو شريرة. فالابنة في ذكائها وتفوقها ليس لها مثيل، والحفيدة كذلك في تفوقها وعشقها للرياضة ليس لها مثيل، وحالات الحزن الموصوفة في بعض الأحيان ليس لها مثيل، وحالات الفرح والمرح والسعادة والانطلاق، وحالات التأدب والعمل بالأصول وغيرها من المعاني والقيم كلها يبدو الخطاب فيها غير قانع بالحدود المتوسطة أو مخدوشة الكمال.

ويمكن رصد الإفراط كذلك عبر اللغة ذاتها التي يمكن أن نرصد فيها تعبير (من فرط) في أكثر من موضع، بل عبر الاشتقاقات والمفردات التي يميل الخطاب إلى بعض صيغ المبالغة منها مثل عشَّاق بدلا من عاشق، وكذلك العبارات الوصفية أو المحددة أو التي تندفع نحو ذروة كل شيء أو منتهاه. حتى الغرائبية في بعض التفاصيل مثل أوصاف بعض الحيوانات أو الأسماك والطيور والحشرات الغامضة أو الغريبة، بل بعض الثمار أو الأطعمة أو النباتات مثل نبات عنب الديب وهو معروف في بعض ريف مصر وكان متوافرا بكثرة في العقود الماضية، فنجد أن كثيرا منها يتم ذكر ما لها من الأوصاف والتأثير والفاعلية بنوع من الإفراط والطريف أن بعضه مذكور في كتب أو مراجع قديمة على النحو ذاته ولو كان غرائبيا، وأحيانا ما يكون الإفراط في الغرائبية تحديدا يستند إلى الروايات الشفاهية ونجد ذلك تحديدا في مرويات الخوف والرعب عند بعض أهل جزيرة سقطرى وحكاياتهم عن سكان الجزر الأخرى أو بعض الحيوانات والأسماك والأفاعي.

طيب، إذن ما القيمة الجمالية أو النواتج والأثر القرائي لهذه الاستراتيجية من بلاغة الإفراط؟ في تقديرنا أن الأثر الأساسي هو خلق حال من التمايز العجائبي الذي يجعل العمل السردي ذا حال تلوينية خاصة، فهنا يبدو الأقرب أقرب إلى نوع من الميل إلى ألوان زاهية أو إلى مكونات ملونة أو تنأى عن كل ما هو باهت أو متشابه أو يمكن أن يختلط بالآخر أو يتماهى معه أو حتى يبدو قريبا منه. فكأن الخطاب السردي يعمد إلى كل ما هو مميز أو مختلف ويندفع نحو شخصيته الخاصة أو كينونته التي لا تقبل إلا بأقصى درجات الاختلاف والتمايز. فكأننا أمام خطاب ربما بوعي أو لا وعي يعمد لأن تكون أنثاه اختزالا لكل البشر وألا تشبهها شخصية أخرى وأن تكون تجربة عاشقها في التضحية والبحث عن الخلاص تجربة أسطورية تُحْكَى عبر الزمن وتصبح أسطورة ليس لها مثيل تخلد نفسها أو تصنع بقاءها التاريخي بقوة حضورها وتفاصيلها.

وتشكل بلاغة الإفراط هذه لدى القارئ حالا من الاستنفار والتحفز الاستثنائي، وتدفعه إلى الانحياز أو يبدو الخطاب في حال من التحدي مع القارئ والتحدي مع الذات في هذا الاندفاع، والإفراط بالأساس مؤسس على حال إيمانية نادرة وقناعات راسخة لدى مؤسس الخطاب ولا يمكن أن ينشأ هذا النوع من الإفراط البلاغي الذي يهيمن على خطابات بعينها ويلونها بلونه إلا عن إيمان عميق وعن حال من الاندفاع الاستثنائي في الإيمان بالذات والقضية أو الموضوع المطروح. وهنا يبدو عمر الحديدي مؤرخا أو عاشقا مؤرخا ينقل لنا عبر صوته المهيمن على فضاء السردي تاريخ أسطورة شمس حمدي وتفاصيل حكايتها التي يؤمن بغرائبيتها أو عدم تكرارها أو بالأحرى عدم قابليتها لأن تتكرر سواء كليا أو جزئيا. ويمكن أن أقول كذلك إن اللغة فيها نسق بلاغي دال على الإفراط يتمثل في الحصر والقصر، وهي من اللمحات التي يمكن ضمها للغة الخطاب ولسمات صوت السارد الرئيس/ عمر الحديدي وهو يدون هذه الحكاية أو ينقلها إلى الشكل التاريخي، فاللغة لا تكتب حكاية شخصية عادية بل تنقل تاريخا استثنائيا في العشق والتضحية وهي حال تاريخية جديرة بالبقاء والتدوين وأن تحفر على المبادئ بحسب قناعاته أو انفعالاته التي يمكن الاستدلال عليها سيميائيا عبر علامات عديدة متناثرة في فضاء خطاب الرواية.

تمثل شمس حمدي حالا من الكمال في القلب والروح بحسب ما يتجلى في رؤية السارد ووجدانه، تمثل حالا من الكمال في العشق والإحساس، وتفردا في الجسدانية ويقف بشكل خاص مع النهدين وإن كان الجسد كله بشكل إجمالي هناك إشارات عديدة على تفرده أو أسطوريته، وإن كان هناك بدرجة ما كذلك نأي عن الإسفاف أو الحرص من الانزلاق نحو المادية لكيلا يتم خدش قدسية هذا النموذج الأنثوي. لتكون كذلك قد تحقق فيها الكمال المادي/الحسي والروحي. والحقيقة أن هذا الكمال أو الاكتمال بامتداده واستحواذه على عالم الرواية وتفاصيلها يشكل حوافز أو مثيرات لمخيلة المتلقي ومصادر لوخزه أو استلابه والاستحواذ عليه، والحقيقة أن هذه الحال من بلاغة الإفراط متحققة مثلا ” في ألف ليلة وليلة ” ولكنها غير مدروسة وهو ما يمكن أن يعاد دراسته في ضوء الإدراكيات وعلم النفس المعرفي. فالغرائبية المفرطة في اندفاعها نحو تجاوز الواقع أو الارتفاع والارتقاء عليه ليست ابنة المصادفة أو دافع فردي للخروج والتمرد على الواقع، بل هي ابنة حال ثقافية معينة من الرغبة القوية الغامضة في تجاوز الواقع أو الارتقاء عليه نحو مدارج معرفية جديدة، ويمكن أن نجد فيها شكلا من الرغبة في التنوع في رؤية الوجود والتمرد على المتراكم السردي الذي يغلق رؤيته على المادي أو الملموس، فيكون هناك إصرار من هذا السرد العجائبي على فتح الأفق على مصادر روحية وكونية أوسع. بل الأكثر دقة هو نوع من العودة إلى الأصل في رؤية الكون في تعدد جوانبه وعدم حصره في ماديته فقط، بأن يكون هناك اعتبار قوي للقوى الغيبية والروحية وهي نزعة صارت واسعة الحضور في الثقافة العالمية في العقود الأخيرة، بل تكاد تكون هي المهيمنة أو الأكثر قبولا وبخاصة في الغرب.

توظف الرواية المعطيات الثقافية كافة من فرعوني وقبطي وإسلامي، وتتعامل مع الزمن في امتداده وأبديته وتجسد قصة العشق كأنها القصة الأولى والأخيرة أو القصة المتكررة في نوع من التمثيل الفني الناعم لأسطورة العود الأبدي، وإذا كان الزمن في الرواية نسيجا واحدا فإن الجغرافيا كذلك فلا فواصل أو حواجز بين قاع المحيط وجزر الجان وبين مطار القاهرة أو أحد الفنادق السياحية المهمة في الأقصر أو بعض المباني والفيلات أو المدن الجديدة أو جزيرة سقطرى أو غرفة الدفن في الهرم الأكبر، والأمر ذاته مع الكائنات والحيوانات والنباتات، في تمثيل فني وناعم كذلك لمبدأ وحدة الوجود، والحقيقة أن الجذور الأسطورية والنزعات الصوفية والروحية في الرواية لتجعلها واحدة من أكثر الروايات العربية ثراء بالأفكار والطروحات الروحية التي تجعلنا أمام عمل ثري معرفيا بصرف النظر عن سؤال الحقيقة الذي يبدو في الحقيقة جزءا أو متفرعا عن الهوية الجمالية التي يجعلها أحمد الشهاوي عبر خطابه الروائي هي الأصل، والحقيقة أن الجمال الأدبي يمكن أن يكون أصلا أو سابقا عن سؤال الحقيقة الذي لم يكن محسوما أبدا في أي وقت من الأوقات، في حين يبدو الجمال محسوما أمره دائما عبر الذائقة أو الحس الإنساني الذي لا يخطئ طريقه إليه أبدا. فعلى سبيل المثال نجد أن الرواية تتمثل فكرة الأكوان المتوازية وأن الشخصيات الأساسية مثل شمس حمدي ظل إيزيس وسخمت حاضرة في أكوان أخرى وعوالم وفضاءات موازية بيننا وبينها مليارات السنين الضوئية وهو تصور فيزيائي طرحه بعض العلماء ولها أساسه الرياضي، ومع ذلك فإن حقيقة شمس الأكثر تأكيدا هو أثرها في العشق واللذة والأنوثة وحقيقتها الجسدانية المتفردة وقدرتها على العطاء، وهنا تتجلى القيمة الجمالية أقوى من الحقيقة أو من سؤالها غير المحسوم، والحقيقة أن الرواية بها جوانب عديدة تحتاج إلى دراسة وبحث وتأمل وهي واحدة من أكثر الأعمال الأدبية تحفيزا واستفزازا للفكر ويمكن تناولها من أكثر من جانب.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم