حافية على جسر من الهواء الرطب

نجوى شمعون
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نجوى شمعون

هلوسة شجرة

الحافية

 تنقض على قلبه تنهشه ولم تكن ذئبة

كانت غزالة بأقدام حافية

كانت شجرة في حديقة

ُتسيل من جرارها العسل

فلا هى تحبه

ولا تهواه

تكسر جرارها فقط

 ليتبعها في الأثر

حبيبان نحن في منفى الجسد

 شامة تطل من فوق علينا ..

تدل قمراً هناك ليرتعش في النهر.

 

نحن

هذا الصوت

الصراخ

قطع اللحم المتناثرة

غبار البيوت،دخان الطائرات

المشاعر بكل فوضاها

نكات الجار  وسط الحرب

آلام الركبة

حين تسقط في الخوف

حصاد ألسنة

وبريق في عين طفلة

طلقة.

 

يوماً بعد يوم

تجار الحروب يتكاثرون

حول حبات الكرز في فمنا.

 

كيف ينجو فأس من يد الحطاب

ويعود لأمه الشجرة.

 

الأقدام كلها عارية

تركض أو تصعد فوق الجراح.

 

أحرقت جميع المراكب

كي لا تصل يديك الآثمة

لقلبي.

 

في الحرب غواية زائدة عن الحد

رغبة شرسة للحياة

خوف الطائرات من خوفنا

تدافع عناق نحوك

أنت المنقذ وأنت فتيل حربهم.

 

صوت الناي

حية تسعى نحو حواسك كلها

قساة حين يتمايلون سعياً للحرب

بكل وقت.

 

قلق

كأن الوقت سيف

قلق النبتة حين تخرج من تربتها تتمايل.

 

في السلام

بومة تترك ريشها معلقاً بالسماء

نكاية بكحل العيون الناعسة

فلا تنام ولا تستقر

أعين الانتصار الخجول في نشرة الأخبار.

 

الغواية

أن تمتلئ الزهرة بماء بحرك

فأنتشل جثث الغرقى فيك.

 

أنت تسقط مثل حجر في الماء

يندهش الماء أو يرتبك ثم لا شيء يحدث.

 

منسياً

حين يأتي الماء

لأن ورود قلبك ثملة بالحب.

 

من رمشها

جاء الحبر وكتب قصيدة.

 

في هذا الجو

الهواء أيضاً

يبحث عن ظل شجرة

ليستظل.

 

في كل ضحكة

هنالك قناصة.

 

في كل ضحكة

محشورة الدمعة هناك.

 

الحصاد

أن تأتي سنبلة بروحها.

 

مُكتملاً بالنداء يد الحنين طاغية.

 

أحفر عميقاً في اللحم

أزرع قصيدتي غيمة

جلدي مثقوب كجراب حاوي

وكذا قلبي

تصفر فيه الريح حيناً

يتسرب منه الماء

أتسرب كلي منك.

 

كدمات

كدمات

كل ما يفعله الشعر في روحي.

 

قلبي يتشقق ليتسع الشارع

ويعبر المارة في زحام يدي.

 

أنتظر الحرب أنتظرها

كأرملة وحيدة

وحيدة من الحب

وحيدة منك

آكل قلبي على مهل لسلامة الحب.

 

في برية الجسد

مكر عصفور

مخبأة أغنياتنا

مخبأة ذكرياتنا

في عيون الجبال.

 

نخرج من الحرب

كما نخرج من جلودنا

لا هى حياة ولا هو موت

وجع في الذاكرة

وحصاد يتلفه الصمت

ثم تستيقظ أعمدة الألم في كل اتجاه

ترسم البيوت والأجساد

من دمها.

 

بقدم تهرس الوردة

لتشم عطرها

أنانية مفرطة ساق الوردة

يعشقون الجمال

وينثروا رماده

صرخات.

 

جثة واحدة لا تكفي

 لتنبت شجرة

الجثة سماد اليد

 التي غرست رغبتها الوحشية

في التربة

نامت متأملة تحللها في العتمة.

 

الذين أوصدوا الباب … كانوا الريح

والأشجار …كانوا الغياب

افتح: يقول سجان لعينه في ثقب الباب.

 

بعض الضوء حين ينكسر له صوت الآهة.

 

أجز شعري كما لو كان عشبة الخلود إليك.

 

لا تضم الورد يسرق الهواء من أنفاسك ..

هو ذا يمزق أزرار القميص ويسعل.

 

أقص الشجرة أخلعها من جذورها

حطب للشتاء

لا أعيدها لسيرتها الأولى

لا أتركها في البيت

لا أكتب عنها قصيدة بعد اليوم

أخلع الشجرة وأرميها في الموقد

الموقد ينتظر منذ ألف عام

هبوب الرياح – وصرخة طائر يرحل.

 

على جسر من الهواء الرطب

تتمشى شجرة

حافية مع صديقها الوقت.

 

القلب

طاحونة الحب.

 

الأكثر غرابة في عالمنا

الضحكة من القلب.

 

الريح تكنس كل شيء أمامها

كل شيء يعلوه الصدأ

فواتير الكهرباء

أنشودة العلم

البكاء

كل شيء تحت طائلة البرمجة.

 

في آلات العزلة

اللحم النيء على الشواء

أغلقوا الحلم وناموا

منسيين في عزلتهم الأبدية

الطُهاة

والضيوف على هذه الدنيا.

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم