خالد أبو بكر
لا أدري كيف يحدثُ هذا!
نستيقظُ ذاتَ صباحٍ
فنجدُ أن الخريفَ بدأْ.
نتيقنُ أكثرَ
حين نشمُّ خليطَ الندى و الترابْ.
لماذا لا تسيرُ الأمورُ بشكلٍ طبيعيْ؟
ماذا كان سيحدثُ
لو أنهم وضعوا لافتاتٍ
تذكرنا أن الخريفَ سيبدأُ؟
بعضُهم حاولَ بالفعلِ:
كانت هناك إشاراتٌ غامضةٌ
لورقِ شجرٍ سيسقطُ.
لم يشيروا بالطبعِ
لرائحة الندى والترابِ
لأن من لا يدركُ هذا أخرقْ.
العائدون من المدارسِ
يرتدون وجوهًا خريفيةْ.
لم يلاحظْ هذا كثيرونَ
لكنني الآن على يقينٍ
أن جميعَ من في الغابةِ
كان يعلمُ قبلها بزمانٍ
(دون النظرِ لكونِهِم فرحوا أم لا)
ربما النهرُ أيضاً،
لا أستطيعُ أن أجزمْ.
*****
ماذا تفعلُ لو تحركَ طيفٌ في الظلامْ؟
لابد وأنكَ ستنهضُ،
وربما سِرتَ خُطوتينِ باتجاهِ الطيفْ.
يحدث هذا عادةً
حين تكون لدينا الشجاعةُ
حيالَ لا شيءَ بعينهِ،
أنا مثلاً
أحملُ شيئا بجيبي دائماً،
إذ لابد من سببٍ
كي أضعَ يدي في جيبي وأخرجها،
وأعرفُ واحداً
يحمل جبلا بين كتفيهِ
من الصباحِ إلى المساءْ،
وآخرينَ لهم ملامحُ مميزةٌ
لدرجة أنهم لا يشبهونَ أحدا بالتحديدْ.
في الغالبِ لابدَّ أن نفعلَ شيئاً ما
ماذا يقولُ الناسُ
ونحن جالسونَ هكذا في انتظارِ لا أحدْ.
………..
*من ديوان “يحمل جبلا بين كتفيه” ـ دار العين- 2016