ثلاثة حروف

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 32
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أديب كمال الدين

– حرف البكاء

حينَ أصغي إلى قلبي

أسمعُ العالمَ كلّه يبكي.

وحينَ أصغي إلى حرفي

أسمعُ صدى هذا البكاء

يتدفّقُ ليلَ نهار

أنهاراً من حاء

وأمطاراً من باء.

 

– حرف الشحّاذ

لا تلقِ القبضَ على حرفي

ولا تودعه بئرَ العبثِ

أو مائدةَ الحمقى

أو سجنَ الموتى.

*

أرجوك

أنا شحّاذٌ يجلسُ أمامَ بابِ الله

وهذا حرفي يجلسُ قُربي كالطفل.

يقودني حينَ أتيهُ كالأعمى

ويربّتُ على كتفي

حينَ ينهمرُ الدمعُ من عينيّ

ويهمسُ لي

بل ويهيّئُ لي حلماً

من طينٍ أو  صخرٍ أو ماء

– لا فرق! –

حينَ تتمزّقُ أحلامي أو تتلاشى أو تنهار.

*

أرجوك

هذا حرفي عاشَ طليقاً

وسيموتُ طليقاً.

فاتركْه لي كي أتنفّس.

*

يا هذا

أنا شحّاذٌ يجلسُ ليلَ نهار

أمامَ بابِ الله.

وهذا حرفي يجلسُ قُربي كالطفل

يصرخُ : يا الله يا الله.

 

– حرف الحلم

في حلمي العجيب،

رأيتُ نقطتي سمكةً

وحرفي قمراً.

لم أصدّقْ بالطبع

فلستُ محظوظاً بما يكفي

لحلمٍ سعيدٍ كهذا.

ثُمَّ رأيتُ نقطتي مَلِكةً

وحرفي مَلِكاً على العرش.

فلم أصدّقْ أيضاً

إذ لم أكنْ أسطوريّاً بما يكفي

لحلمِ الملوكِ والذهب.

لكنّي البارحة

رأيتُ نقطتي رصاصةً

وحرفي قنّاصاً.

فاستيقظتُ مرعوباً من النّوم

لأجدَ جسدي وقد غطّاهُ الدّم

من السُّرةِ حتّى العنق.

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني