جمال حيدر في “شموع على أرصفة الكرادة” يشحذ الذاكرة الجمعية ضد النسيان

شموع على أرصفة الكرادة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

صدر حديثاً عن دار لندن للطباعة والنشر في العاصمة البريطانية الرواية الثانية للكاتب العراقي المقيم في لندن جمال حيدر المعنونة: “شموع على أرصفة الكرادة” وتستعرض الانفجار الإرهابي الذي استهدف المجمع التجاري في حي الكرادة البغدادي في صيف عام 2016. 

 في هذا الاطار لابد من القول أن الدافع الحقيقي لتناول هذا الحادث يرتبط بدور الكاتب بأسئلة حاضره، والنزوع في مستويات متمايزة إلى انتاج معرفة تتبلور أساساً في طرح الأسئلة، أي بمعنى آخر رصد الراهن وتشخيص أسبابه والاستقصاء مطولاً عن حلول تضع البلسم الناجع في منافذ الجراح الغائرة.

   يقول الكاتب: “في هذا العمل الروائي ساهمت، بقدر ما، في تفعيل دور الثقافة، وتعزيز وجودها في حياة الناس اليومية، باعتبار أن الثقافة هي وليدة العقل وليس بإمكانها أن تحيا بعيداً عنهم، وهي بحاجة، على الدوام،  إلى مناخ الحرية، ومن دون هذا المناخ لا يمكن لها النمو والاتساع”.

  ويضيف حيدر: “في الرواية ليست ثمة بطولة فردية.. أنا ضد البطل بشكل مطلق، أمقته. الجميع بنظري هم الأبطال بمستويات متمايزة ونسب متفاوتة، وبالتالي هم من يصنعون التغيير. والشهداء الذي ارتقوا في الانفجار كانوا الأبطال الذين صنعوا الحدث”.

  حمل الغلاف الأخير السؤال الأهم الماثل بين طيات الحدث، وهو:

    “احترق المجمع التجاري وزبائنه وأصحاب المحال، احترقت المقاهي المجاورة بروادها، احترقت المتاجر ببضاعتها وناسها، احترقت البسطيات والبائعون الفقراء، احترق المارة المحملون بالهدايا لاستقبال العيد. عاصفة من موت زلزلت المنطقة بأكملها، هدير الدعاء وصل عنان السماء بسلامة الناس، ولكن لا سلامة مع الموت. رعب صبغ الوجوه، وتغلغل عميقاً في المسامات حتى العظام. رعب ارتطم بالقلوب ثم ارتد محملاً بأسى لا يمكن تخيله أو معرفة عمق جذوره.

     احترق المجمع، لكن الحياة لا تزال تومض في صور الشهداء الموزعة على واجهته، وفي عيونهم ثمة سؤال خفي وملح: لماذا؟”

مقالات من نفس القسم