جاليانو: لن أقرأ “أوردة أمريكا اللاتينية المفتوحة” مرة أخرى

جاليانو: لن أقرأ "أوردة أمريكا اللاتينية المفتوحة" مرة أخرى
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
    رحل كاتب الأوروجواي الكبير إدواردو جاليانو ظهيرة أمس الإثنين عن عمر يناهز الـ 74 عامًا في مدينة مونتيفيديو، بعد أن عاني لعدة سنوات من مرض سرطان الرئة، بحسب ما أفادت جريدة "الباييس" الإسبانية. وكان جاليانو دخل المستشفى بعد أن تدهورت حالته الصحية يوم الجمعة الماضية، ومع ذلك اعتبر موته مفاجأة.

منذ نشر كاتب الأورجواي كتاب “أوردة أمريكا اللاتينية المفتوحة” عام 71 تحول إلى أحد الكُتّاب الكلاسيكيين لليسار الأمريكي اللاتيني. استطاع جاليانو أن يحلل في كتابه الأكثر شهرة تاريخ قارته: الانفجار الاقتصادي والسيطرة السياسية التي تخضع لها هذه الدول، بداية من الاستعمار الأوروبي وحتى سنوات السبعينيات، الفترة التي نشر فيها الكتاب. وكان ذلك في عز سياق الحرب الباردة (1945-1991)، وعندما كانت ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية في أوجها.

    كتاب جاليانو تم تصنيفه كأيديولوجيا ثورية تنتمي لليسار، وتناول من خلاله الأرجنتين والبرازيل والأوروجواي، بينما كانت هذه الدول تحت سطوة النظم الديكتاتورية. تعرض الكاتب المناضل للسجن في بلده عقب انقلاب 73، وبعدها أجبر على المنفى، إلى الأرجنتين أولًا وإسبانيا ثانيًا.

     وبعد أكثر من 40 عامًا، يعترف جاليانو بأنه لن يقرأ مجددًا كتابه الأكثر نجاحًا، يقول:”ليس بوسعي أن أقرأه مرة أخرى، سيغشى علي”، مضيفًا:”أرى أن هذا النثر اليساري شديد الملل، حالتي الصحية لا تحتمل”. قال ذلك في مؤتمر صحفي نظمته الوكالة البرازيلية.

     هل راجع جاليانو نفسه في كتابه؟ يقول: “في كل العالم، لم تكن كل تجارب الأحزاب السياسية اليسارية صحيحة، أخطأوا أحيانًا، وفي مرات كثيرة تعطلوا لانهم كانوا على حق، ما أدى لقيام انقلابات وديكتاتوريات عسكرية وفترات طويلة من الرعب، ووقعت حينئذ تضحيات وجرائم مرعبة ارتكبت باسم السلم الاجتماعي والتطور”. وأضاف:”وفي مرات أخرى، ارتكب اليسار أخطاءً شديدة الفداحة”.

    كان جاليانو في الـ 31 عامًا عندما نشر “أوردة أمريكا اللاتينية المفتوحة”، وبحسب الكاتب نفسه، لم يكن شديد التأهل لتناول هذا الموضوع. “لقد حاولت أن يكون عملًا في الاقتصاد السياسي، لكنني لم أكن مستعدًا لذلك” يقول ويضيف:”لا أندم على كتابته، لكنه كان محض مرحلة تجاوزتها”.

     في عام 2009، خلال القمة الأمريكية، أهدى رئيس فنزويلا السابق هوجو تشافيز كتاب جاليانو لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ما ادى لارتفاع مبيعات الكتاب من  رقم 60 ألف و280 في قائمة الأمازون للأكثر مبيعًا إلى الكتاب العاشر، في يوم واحد فقط.

     حينها علق جاليانو بقوله الشهير :”لا أوباما ولا تشافيز سيفهم النص، فتشافيز أهداه له بنية حسنة، لكن الكتاب مكتوب بلغة لا يجيدها اوباما. كانت ايماءة كريمة، لكنها وحشية”.

مقالات من نفس القسم