ثورة

 

المحكُومون بالانتظار

تتصيّد آذَانُهم رجع الصّدى

خلف الإسفلت البارد

تزحفُ زفراتُهم كالدُّود، على ذاكرة وسخة

تثقب الخرسانة الرّديئة

تَلجُ التُّراب، تُخصِّب الأرض بالثّأر.

 

أيُّ مخبر

يسائِل النّبتة البرِيئة التي تُسيِّج بيته

تتسلّق عمُود النُّور

مع كل زفرة قَهر، يلوِح الشّوك

وتتفتّح الأزهار، أعيناً 

 

أي مخبر يسائل الزفرات؟

أي ضابط يغمض الأزهار؟

 

أيّها المخبر، ياحضرة الضّابط

أنت لا تعرف

كيف لك أن تعرف

 

لاتفتِّش عن الثَّورة، بين جلد السَّجين وعظامه

لاتفتش في بُؤبؤ عينيه

بين ضُلوع صدره، في شرايِين قلبه

لا تبحث

في تجويف أُذنه، في منخاريه، خِصيَتَيه

في ثُقب دُبره

لن تجد الثورة ..في ثُقب دُبر

أنت لا تعرف

كيف لك أن تعرف

 

الثّورة، لاتسكن الزنازين ..لاتبات في العَراء

الثّورةهناك، حيث لن تقبض عليها

الثورة هناك

في دهشة الفجر

تهوُّر الرِّيح

وشَهقَة الأَمواج

في إِصبع الشَّمس، يُشيرإِليك  .. كالصباح

 

الثورة هناك ..

أقرب منكَ إليكَ

في صحنك،

في لحمتك المُحمّرة قليلا.. مع رشّة لعنة

بُهار عرق وعَصْرة دم

في كَأسك ..ما بقِي منها، الرَّشفة الزّائدة، الرّشفة الطَّائشة

في الصُّدفة الكامِلة

الثَّورة هناك،

في الغرفة الجانبِية، فوق السّرير،

تسكُن أحلام غرّ آخر، مجدَّدًا، دائِمًا

…بينما أعينك لا تنام

…………………..

*شاعرة من تونس