ولد كراسكو في 12 تموز/ يوليو عام 1876 في قرية تقع جنوب سلوفاكيا لأسرةٍ قروية. التحق بالجامعة التقنية التشيكية في العاصمة التشيكية براغ عام 1900 لدراسة الهندسة الكيماوية وتخرج منها عام 1905. وفي تلك الفترة شارك بفعالية في جمعية دتفان السلوفاكية في براغ ما بين 1900 و 1903. بعد تخرجه عمل مهندسًا كيماويًا إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1014، حيث التحق بالخدمة العسكرية، فسافر إلى بولندا روسيا وإيطاليا. وعندما وضعت الحرب أوزراها انخرط في العمل السياسي، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني. وتابع في نفس الوقت دراسته الأكاديمية إلى أن حصل على الدكتوراه. وفي عام 1923 تم انتخابه عضوًا في أكادييمية العلوم.
أصدر كراسكو مجموعتين شعريتين: “الليل والوحدة” (1909) و “أشعار” (2012). كما كتب رواية قصيرة بعنوان “أهلنا” وعددًا من الأعمال النثرية، إضافةً إلى ما أنجزه من ترجمات من الشعر الروماني والألماني.
توفي كراسكو في الثالث من آذار/ مارس عام 1958 في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا.
– كم هو الوقت متأخر
كم هو الوقت متأخر، لعلكِ قد نسيتِ!
هناك فوق التلال يرتقي
البدر، صامتًا وشاحبًا،
وجهٌ كالشبح،
باقاتٌ من السُحُب تَنجَرُّ عبر السماء،
فتُخفي القمرَ بوشاحها،
ظلالٌ تائهةٌ تذرع الحقول التي تخيّم عليها العتمة،
السكينة تعمّ الوادي،
ثمّة منادٍ من مكان قَصيّ ينادي
كلّ ساعةٍ من المساء الذي يلوذ بالفرار
الأصداء تتدحرج في موجاتٍ منتفخة
إلى أن تصمتَ وتموت –
تمامًا كما كانت في ذلك الوقت…
… ها هو القمرُ قد أكمل دورته
لكنك أنتِ لم تعودي
كي ننهيَ الحديث الذي كنّا قد بدأناه.
————–
– نقد
كان هنالك أولئك الذين يتحدثون داخل المعبد
وأولئك الذين يُصْغون داخل المعبد
طوبى للذين كانوا يتحدثون
ولم يقولوا أكثر مما كان في وسعهم أن يقولوا في الأيام المقدسة.
لسوف يحظى بالخلاص من لم يقولوا كل شيءٍ
كانوا يتصورون أنهم يعرفونه،
ولسوف يضيع أولئك الذين قالوا أكثر
مما كان ينبغي عليهم قوله في الأيام المقدسة
ولن ينال المغفرةَ أولئك
الذي نودي عليهم ليقولوا الكلمة المقدسة،
لكنهم ظلوا صامتين عند حلول الاحتفال الكبير،
وويلٌ لكل من لم يحتفلوا بالساعات المقدسة
ومضوا ليتحدثوا بغير احترام في
معابد الدنيا.
وطوبى لهم وحدهم
الذين يُصْغون في المعابد باحترام إلى
الكلمة المباركة
ويرون نور مجده.
……………….
– اليوم مات الشفق
اليوم أومض الشفق ثم مات
ربما سيطلع قمر شاحب ليضيء السماء
لكن ما الذي تمنينا أن نقول بآهاتنا
وأصواتنا التي كانت ترتعش وقد ملأتها المرارة؟!
لكم تمنينا أن نملأ عيوننا ونحن نتبادل النظرات،
واحسرتاه، كم كانت ضيقةً وباردة…
ما هذه الحسرة التي تستولي علينا
حين يطلع قمر قرمزي
في الصقيع اللألاء؟!
وكان الصقيع يلمع
حين راحت نجوم هائلة تشتعل بالبرد من فوقنا
وأطلّ القمر أحمرَ معتمًا حزينًا.
المرارة تحترق في القلب بصمت،
أين عثرنا عليها، وكيف السبيل إلى التخلص منها؟!
بقساوة يتلألأ الصقيع…