ثلاث قصائد لـ خلود المعصراوي

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

خلود المعصراوي 

أراقب البشر

بعينين غريبتين

كأنهم جميعا ليسوا أنا

أراقب زلاتهم

كأني لن أسقط في جحرها

على بعد خطوة أو خطوتين

أندم كأني لن أذنب غدا

وأبكي

كأني لن أراك كل يوم

في وجه جديد

…………

القطار

ذلك القطارُ الذي تعطلَ بالأمسِ

أخرجوه عن القضبانِ

اليومَ نَمَت له سيقانٌ

قطعَ بها طرقًا

لم يكن ليقطعها بأقدامه الصغيرةِ القديمةِ

استطاع أخيرًا أن يتجاوزَ البناياتِ

أن يتجول بين البيوتِ والحوانيت

أولًا اعتذر لجيرانه

لن أزعجْكم بعد اليوم

لن تتساقطْ ذكرياتِكم

عن الجدرانِ المتصدعةِ

كلما مررت بالجوار

ثم صار لديه أصدقاء

ينتظرهم بالساعات على ناصية الشارع

دون أن يضجر

 

ولأنه معبق برائحة البشر

كلِ البشر

كان كلما قابله أحد

ذكره بشخص يعرفه

ولأنه يحفظ الكثيرمن الحكايات

أحبه الأطفال

ولأن قلبه كبيٌر

كبيرٌ جدًا

عده الجميع أشجع الشجعان

 

ذلك القطار الذي تعطل بالأمس

بحث عنه الأصدقاء والجيران

لم يجدوا له أثرا

فكتبوا له نهاية سعيدة

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

دوام كامل

ما كان عليّ

وأنا في هذه السن

وبلا خبرة عمل تذكر

أن أعمل لديه بدوام كامل

وهو من هو

طفل متقلب المزاج

يهوى الصيد

يوزع أقراص الأرق على عماله

له جناحان مريبان

لا أعرف كيف يحملان

جسده الممتلئ

كخزائن الحاكم

وله عينان خاويتان

كخزائن الدولة

ما كان علي

في هذا الزمن الفج

أن أحب.

 

يا كيوبيد

اقبل استقالتي واتركني وشأني

سأجد عملا آخر

أغرق بين أوراقه

أتمتم:

العيون مرايا مسحورة لا تطيلي النظر

الأيادي آبار مسحورة موتي عطشًا

الحكايات كهوف مسحورة

ليأكلك الضجر

 

أيها العالم البشع

انزع النور عن جلدي

أغرقني في اتساخك

أبكي, أنتحب

هل تنتحب البراكين الخامدة في الليل أيضا؟

أتمتم

يا دافئًا كلبن حنون

ولذيذًا كالفستق

ومخمليًا كنهد

ومجنونًا كأبوللو

لا تأخذني على محمل الجد

……………………………………..

نافذة

تنزاح الستارة عن نافذتي

بضعة سنتيمترات

يقول الصوت في رأسي:

من هذه الفُرجة الصغيرة

انظري العالم

عيناي تقنعان بالقليل:

فرع الشجرة الناقص

نصف المبنى

نصف السحابة

نصف بطاقة العالم

 

لي خيال يستطيع إكمال الصورة

والضوء الشحيح الذي استطاع أن يمر يكفيني

لكن

كيف سيراني العالم من هذه الفرجة الصغيرة؟

عينا واحدة يستطيع أن يخدعها بنصف الحقيقة

نصف فم لن يستطيع أن يقول كل ما يعني

وربما لا يستطيع الصراخ

ذراعا واحدة لا تستطيع العراك أو التمسك أو العناق

بالكاد تستطيع التلويح

لكنه وعندما سيوجه إلي رصاصته

لن يستطيع أن يحدد مكان قلبي

 من هذه الفرجة الصغيرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم